الرجل الأكثر نحسا على وجه الأرض




تسوتومو ياماجوتشي (Tsutomu Yamaguchi )
الرجل الذي أطلق عليه البعض لقب الأكثر نحسا على وجه الأرض.

تسوتومو عاش مع عائلته في مدينة ناجازاكي اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، كان يعمل في مصانع ميتسوبيشي حين شاء حظه العاثر أن يرسلوه في مهمة تدريبية إلى مدينة هيروشيما في صيف عام 1945 حيث أمضى ثلاثة أشهر في مصانع الشركة هناك وكان في طريقه للعودة إلى ناجازاكي في صباح السادس من آب / أغسطس عام 1945 حين تذكر فجأة في محطة القطار بأنه نسي ختمه في مبنى الشركة فقفل عائدا لكي يستعيده. خلال طريق العودة أنتبه تسوتومو إلى جسم معدني ينزل من السماء بواسطة مظلة كبيرة، راقبه وهو يهبط ببطء .. وفجأة اشتعلت السماء ببريق هائل يخطف الأبصار تلاه صوت مدوي يصم الآذان كأن آلاف الرعود تهدر معا ثم عصفت النيران بكل شيء في المدينة. كان ذلك الانفجار المرعب ناجما عن قنبلة "الولد الصغير" النووية التي ألقاها الأمريكان في ذلك الصباح المشئوم فوق مدينة هيروشيما اليابانية.

تسوتومو الذي كانت تفصله 3 كلم عن مركز الانفجار أصيب بجروح وحروق في ظهره وخاصرته لكنه نجا من الموت. وبالرغم من جراحه فقد أستقل القطار في اليوم التالي عائدا إلى مدينة ناجازاكي حيث تلقى العلاج في إحدى مستشفياتها ثم ذهب إلى منزله ليرتاح. وبعد يومين على ذلك، في صباح التاسع من آب / أغسطس توجه تسوتومو إلى محل عمله في مصانع ميتسوبيشي. كان جالسا يصف لزملائه في العمل هول الانفجار الذي شاهده في هيروشيما، وفي هذه الأثناء كانت قاصفة أمريكية تلقي بقنبلة "الرجل السمين" النووية فوق ناجازاكي، وهذه المرة أيضا كان تسوتومو يبعد قرابة 3 كلم عن مركز الانفجار فنجا من الموت أيضا لكنه عانى من حمى مرتفعة لمدة أسبوع بسبب جراحه الملتهبة.

تسوتومو تماثل للشفاء وعاش عمرا مديدا حتى سن الثالثة والتسعين لكن الناس لم ينتبهوا إلى قصته سوى في السنوات الأخيرة من حياته حين تحول إلى محط أنظار الإعلام الياباني كشاهد حي على بشاعة المحرقة النووية فاستضافته العديد من المحطات التلفزيونية وأجريت معه عشرات المقابلات الصحفية في اليابان وخارجها. وفي عام 2009 .. قبل ثلاثة أيام فقط من وفاته بسرطان المعدة، اعترفت الحكومة اليابانية بتسوتومو كضحية مزدوج لتفجيري هيروشيما وناجازاكي النوويين، كان الشخص الوحيد الذي اعترفت به الحكومة من بين 160 ضحية أخرى زعموا بأنهم عاشوا محنة التفجيرين النوويين.

تسوتومو تسبب في أزمة بين اليابان وانجلترا في عام 2010 بسبب برنامج تلفزيوني ساخر قدمته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC ) تم وصف تسوتومو خلاله بـ "الشخص الأكثر نحسا على وجه الأرض". وهناك الكثير من المواقع على الانترنيت تصفه بالنحس، لكني شخصيا أراه محظوظا جدا، بل المحظوظ الوحيد الذي نجا من الجحيم النووي لمرتين وعاش 64 عاما أخرى ليروي حكايته.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-