لا بد من أنك ذات يوم قد نظرت إلى السماء و شاهدت مجموعة من الغيوم متجمعة ومشكلةً ما يشبه القلب او الوجه او كلمة معينة ، أو مجموعة من صخور تشكل وجهاً بشريا او اي وجه اخر ، و غيرها الكثير من الأشكال التي قد تبدو لك ذات معنى ودلالة مغايرة للواقع الذي تشاهده .
وكثير من مستخدمي شبكات التواصل تعرضوا لمثل هذا الموقف ولكن بصورة معاكسة تماما اذ يشاهدوا صورا لأشياء مكتوب عليها إسم الجلالة ويطلبوا منك نشرها وإذا لم تنشرها فإن الشيطان هو من منعك وهذا كله هراء و اصحاب العقول السليمة يعلمون ذالك تماما ، وهذه الظاهرة لا توجد عند المسلمين فقط بل حتى عند المسيحيين واليهود وغيرهم و هي منتشرة في العالم بشكل كبير ، إذ يتم نشر صور في أشكال تشبه مقدسات الديانات ويدعى أنها معجزات ، والحقيقة أن هذه الصور وهذه الأشكال التي نراها لها تفسير علمي معروف ولكن يستغلها بعض الاشخاص من باب الشهر والترويج لانفسهم ليس اكثر .
كيف يحدث ذلك ؟
هذا الامر ليس غريبا اذا علمنا ان دماغنا هو المسؤل عن ذلك وقد اطلق العلماء عليها ظاهرة “الباريدوليا Pareidolia” وتعرف بأنها قدرة المخ على تقريب الأشكال الغريبة التي يصعب فهما إلى أخرى مألوفة لنا حتى يتمكن من فهمها بشكل أفضل واسهل ، البعض يحصر تعريف الباريدوليا في كونها تحويل الأشكال المختلفة (سحب، صخور، إلخ) إلى وجوه بشرية ، بينما يوسع البعض الأخر التعريف ليشمل جميع الأشكال المألوفة كالحيوانات مثلاً .
هناك أمثلة شهيرة و متكررة للباريدوليا ، ربما أشهرها على الاطلاق كان رؤية المكسيكية "ماريا روبيو" لوجه المسيح في قطعة من الخبز عام 1977 ، شهرة تلك الحادثة أدت إلى ظهور الكثير من الذين يعتقدون أنهم يرون وجوه المشاهير في الطعام مثل الرئيس الأمريكي "رونالد ريجان" و الأم تيريزا ، بل أن هناك من رأى وجه رجل على صورة التقطت للقمر ، رغم أن هذه الظاهرة ما زالت غير مفهومة بالكامل ، يعتقد الكثير من العلماء وأبرزهم "كارل سيجان" ، أن تلك القدرة قد تطورت عند الانسان حتى يتمكن من التعرف على الوجوه من مسافة بعيدة ، ما يساعده في النجاة أحياناً .