هناك اعتقاد شائع بين الناس بأن الحشرات لا تموت عندما يتم قطع رأسها مباشرة. ومع ذلك، فإن هذا الاعتقاد غير صحيح. بالنسبة لمعظم الحشرات، يتوقف الدماغ عن العمل على الفور بمجرد قطع الرأس، مما يؤدي إلى وفاتها.
في الواقع، يوجد في جسم الحشرة العديد من الجهاز العصبي المسؤول عن تنظيم وظائف الجسم، بما في ذلك القلب والتنفس والهضم والتحرك. وبمجرد قطع الرأس، يتم فصل هذه الوظائف عن الدماغ وبالتالي تتوقف عن العمل، مما يؤدي إلى وفاة الحشرة.
ومع ذلك، هناك بعض الحشرات التي يمكن للرأس أن تظل حية لبضع دقائق بعد القطع، وذلك لأن بعض الجهاز العصبي الذي يتحكم في وظائف الرأس والعنق لا يتم فصله عن الرأس على الفور. ومع ذلك، فإن هذه الحشرات الصغيرة والنادرة ولا تشمل الحشرات الأكبر مثل الصراصير والنحل والنمل.
بالنسبة لبعض الحشرات، مثل الصراصير، فإن بعض الخلايا في أجزاء محددة من الجسم يمكن أن تتجدد بعد القطع، مما يسمح للحشرة بالبقاء على قيد الحياة لبضعة أيام بعد القطع. ومع ذلك، فإن هذه الحشرات ليست "حية" بالمعنى الحقيقي للكلمة، حيث أنها لن تنفذ أي وظائف حيوية بدون رأسها، وستموت في نهاية المطاف.
تستطيع الحشرات على عكس البشر البقاء على قيد الحياة لعدّة أسابيع بعد فصل رأسها، يعود هذا لإمتلاك الحشرات نظام دموي مفتوح بشبكّة دمويّة أقل تعقيداً، وبضغط منخفض. لذا عند قطع رأس الحشرة لا يحدث نزيف حاد ومن
الغالب أن يلتئم الجرح بعد دقائق نتيجة لتجلّط الدم.
يستمّر التنفّس بعد قطع الرأس لأنّ التنفّس لا يتم بأمر من الدماغ بل يتم بشكل تلقائي عن طريق القصبات الهوائيّة (ثقوب في كل عقلة تتفرّع لتلامس كل عضوي حيوي وتتبادل معه الغازات) وهذا على نقيض جهازنا التنفسي والذي يعمل بأمر من الدماغ ويتوقف بتوقف الدماغ عن العمل او فصله عن الجسد.
أضف إلى ذلك أن معدل الأيض لدى الحشرات شديد الإنخفاض، أي أنّ الحشرة تستطيع البقاء من دون طعام بعد وجبة دسمة لعدّة أسابيع. لذا إن لم تُفترس الحشرة بعد قطع رأسها، ستبقّى ثابتة وعلى قيد الحياة لعدّة اسابيع.