في عام 2014 تم انتاج فلم انابيل والمقتبس عن سلسلة افلام الشعوذة conjuring هذا الفلم يتركز على حقيقة تقال انها قصة حدثت في القرن الماضي حيث يقال انه في عام 1970 تلقت الممرضة (دونا) هدية من والدتها بمناسبة عيد ميلادها وكانت الهدية عبارة عن دمية لطيفة من نوع (الراجدى آن) وهى شخصية هزلية ابتكرها الكاتب و الرسام الأمريكى جونى غرويل عام 1915 كبطلة لقصصه المصورة.
أخذت دونا هديتها للمنزل الذى تقيم فيه بصحبة صديقتها (آنجى) كانت دُمى الراجدى ذائعة الصيت فى ذلك الوقت ومنتشرة فى كثير من البيوت الأمريكية ، لكن دمية (دونا) وحدها كانت مختلفة للغاية.
فبعد مضى وقت قصير بدأ يُخيل للفتاتان أن الدمية تتحرك من تلقاء نفسها ، فى البداية كانت تحرك يدها وجسمها حركات طفيفة غير ملحوظة بعد ذلك صارت تحركات الدمية أكثر علانية ووضوحا يتركاها فى الصباح فى مكان ويعودا فى نهاية اليوم ليجداها فى مكان آخر أو فى وضعية غير التى تركاها عليها.
مرة عثرا عليها تجلس بين أرجل المنضدة وذراعيها مطويتان، مرة أخرى عثرا عليها واقفة على قدميها بشكل مائل مستندة إلى كرسى الطعام.، وأحيانا يجداها جالسة منثنية بجزئها العلوى على ركبتها وفى عدة مرات كانت دونا تترك الدمية على الأريكة بصالة المنزل قبل أن تغادر الشقة، وعندما تعود من الخارج تُفاجأ بأن باب حجرتها مغلق وحين تفتحه تجد الدمية على فراشها!
لم تكتف الدمية بتحركاتها الغريبة ، بل أحياناً كانت دونا وصديقتها يعثران بجانبها على قصاصات ورقية صغيرة كُتب عليها بالقلم الرصاص بخط يد طفل صغير help us... سـاعدونا!
لم ترتعب الفتاتان فى البداية بل وجدا فى ذلك الأمر شيئاً مثيراً يكسر روتين الحياة الرتيبة ويخلق جواً مفقوداً من المتعة و المغامرة
لكن حين وجدت دونا ذات مرة بضع قطرات صغيرة من دم مجهول على يد الدمية أيقنت أنها بحاجة للمساعدة .
حاولت الفتاتان فهم ما يحدث فجلبا وسيط روحانى ساعدهما على التواصل مع هذا الكيان الغريب الذى يسكن الدمية فأخبرهما الوسيط أن الدمية مسكونة بروح فتاة تدعى انابيل هيجنز توفت بالجوار بعد أن بلغت عامها السابع و أن روحها الهائمة تطلب الإذن من دونا وصديقتها للبقاء بصحبتهما داخل المنزل وأنها لا ترغب فى إيذاء أحد...إنها روح وحيدة حزينة لا تطلب سوى الرفقة.
أثارت قصة الفتاة البائسة وروحها التائهة شفقة وتعاطف الفتاتان فقررا الاحتفاظ بالدمية لكن سرعان ما اكتشفت الفتاتان أن هذا الكيان الساكن فى الدمية كان مخادعاً لم يكن روحاً هائمة لطفلة بريئة..كان شيئاً آخر.
كان لآنجى صديق يُدعى (لو) وكان يعرف قصة الدمية ونصحها كثيراً بالتخلص منها لكن آنجى كانت ترفض فى كل مرة ، المهم أن (لو) كان يبيت فى المنزل ذات مرة وبينما كان نائماً رأى بين النوم واليقظة أن جسده مشلولا تماماً وأن الدمية تزحف ببطء فوق ساقه حتى وصلت إلى رقبته وبدأت تخنقه حتى أُغشى عليه.
فى الصباح لم تصدق آنجى صديقها واعتبرت ما رآه (لو) مجرد كابوس أخرق نابع عن مخاوفه إزاء الدمية..وطمأنته أن تلك الدمية ليست سوى روح فتاة صغيرة فى السابعة من عمرها تحب اللعب البرىء ولا ترغب أبداً فى الإيذاء .
فى صباح اليوم التالى كان (لو) و (آنجى) يستعدان للسفر لقضاء عطلة فى مكان ما وبينما كانا يحزمان حقائبها سمعا جلبة وضجيجاً صادراً من غرفة دونا ، تذكرا أن دونا غادرت المنزل باكراً اعتقدا أنه لص تسلل للمنزل ، انتفض (لو) وتوجه إلى الغرفة على الفور وعندما فتح الباب لم يجد أى أحد .
لم يجد سوى الدمية البريئة التى بدت وكأن احدهم طوح بها إلى ركن الغرفة...اقترب (لو) من الدمية وقبل أن ينحنى ليلتقطها أحس بأنفاس أحدهم خلفه.. وفى اللحظة ذاتها أحس بشعور حارق فى صدره فتح قميصه ليجد سبعة جروح كاملة ثلاثة منها عمودية وأربعة أفقية..وكأن شيئاً ما غير مرئى هاجمه وخدش صدره بمخالب وحشية.
بعد هذه الواقعة أدركت الفتاتان ضرورة التخلص من الدمية اتصلت دونا بكاهن الكنيسة الذى يُدعى هيغان كوك، والذى اتصل بدوره بالزوجين إد ولورين وارنر (الحقيقيين) واللذين كانا معروفين ببحثهما وتحقيقهما فى مجال الغرائب والماورائيات، أخذ الزوجين الدمية إلى منزلهما للتحقيق بالأمر ، وفيما بعد صرحا للكاهن أنهما تعرضا بالفعل لبعض المواقف المريبة عندما باتت الدمية فى منزلهما ولكنهما اتخذا قراراً حازماً بشأن ما سيفعلاه بها.
فى مونرو ببلدة كونيكت بنيو إنغلاند يقع متحف مملوك للسيد إد وزوجته لورين يحتفظان فيه بأشيائهما الغريبة التى جمعاها على مدار رحلتهما فى البحث والتحقيق فى الخوارقيات .
(لا تفتح الصندوق)
بقلم/ محمد حنفى