أحدث المشاركات
جاري جلب احدث المواضيع ...

ما هو أكثر ما نندم عليه ؟

ما هو أكثر ما نندم عليه ؟ | التنمية البشرية :

على ماذا تندم ؟ 
فكر .. ما الذي تشعر حقاً بالندم عليه؟  دعابة سمجة لم يستجب لها أحد؟ أو موقف محرج تعرضت له؟ أو خسارة شخص ما؟ 

نعتقد أن معظم ما خطر لك لم يكن مواقف محرجة ولا حتى شيئاً خاطئاً فعلته، بل كان أغلب ما خطر لك هو تلك الأشياء التي لم تفعلها، مثل:  "أتمنى لو أني غيرت تخصصي"، أتمنى لو أني قبلت تلك الوظيفة" ، "أتمنى لو تحدثت إلى تلك الفتاة".

ما هو أكثر ما نندم عليه ؟
ما هو أكثر ما نندم عليه ؟


الأمنيات .. و ما كان يجب أن نفعله
تخيل أنك تلقيت اتصالاً يخبرك أنك ربحت مليون دولار، و استثمرت أموالك في شركة خاصة  قبل أن تخسرها كلها، الآن أعد الشريط إلى الخلف، تلقيت اتصالاً لم تجب عليه و لم تحصل على الجائزة، في كلتا الحالتين قد قمت بشيء خاطئ بالتأكيد، لكن أي الحالتين ستندم عليها أكثر؟
على الرغم من أن خسارة أموالك أمر محرج أكثر من عدم الحصول عليها أساساً، إلا أن دراسات غير منتهية أشارت إلى أن الأخطاء الناجمة عن (عدم فعل شيء ما) هي ما يطارد ضميرنا لأعوام طويلة، بكلمات أخرى، و بعد سنوات طويلة ستتمنى لو أجبت تلك المكالمة حتى لو كنت تعلم أن أموالك ستضيع. 

في الحقيقة هنالك منحنى توقعي للشعور بالندم، في المدى القصير يميل دماغك إلى التركيز على (الأخطاء النشطة) مثل تبذير المال أو قول شيء محرج، لكن مع مرور الوقت، معظم الأفعال المؤسفة و المحرجة التي قمت بها تدخل طي النسيان، و تترسخ الأوقات التي تقاعست بها عن اللحاق بأحلامك في وجدانك. 

و في دراسة أجراها عالم مختص على مشاركين في الثمانينات من أعمارهم، كان معظم ما ندموا عليها أشياء لم يفعلوها، مثل "أتمنى لو ذهبت إلى الجامعة"، "أتمنى لو كنت حازماً بشكل أكبر"، من الواضح إذاً أن (عدم فعل شيء ما) ربما يبدو قراراً مريحاً على المدى القصير، لكنه سيعود ليطارد كوابيسك في المستقبل. 


ما بين "المتوقع" و "الحلم"
هنالك طريقة أخرى يتداخل فيها شعور بالندم مع الطريقة التي تمضي بها حياتنا، فالـ "متوقع" هو تخيل مستقبلي تمليه الثقافة و الظروف لكيف يفترض أن تكون حياتك، مثل أن تتخيل نفسك في عمل مستقر، تتزوج، تربي أطفالك، و تتقاعد، بينما الـ "حلم" هو تخيل شخصي لما تريد أن تكونه في المستقبل، مثل أن تكون كاتباً مسرحياً، متزلجاً محترفاً، أو عالماً ناجحاً.

من الواضح أن معظمنا في النهاية يصل إلى تصالح تحكمه الظروف يدفعه للتخلي عن أحلامنا و اللحاق بالمتوقع منا، لكننا مع مرور السنين سنشعر بالندم لإننا لم نحاول أن نكون ما نحلم به أكثر من شعورنا بالندم اتجاه اي شيء آخر.فعندما تنظر إلى الخلف فربما ستشعر بالندم أكثر على: "أتمنى لو أكملت تأليف كتابي"، مقارنة ب "أتمنى لو طلبت زيادة على راتبي" أو "أتمنى لو أني لم أقل تلك النكتة".

إن أسفنا على عدم تحقيق ما هو متوقع منا آني و متغير و متعلق بسياق حياتنا فبإمكاننا التعامل معه و إصلاحه أو حتى تجاهله، بينما أسفنا على ضياع "حلمنا" نشعر به عندما ننظر إلى الخلف بحياتنا لفترات طويلة، و في غالب الأحيان لا نملك الكثير لتغييره و هو في الحقيقة الندم الذي يبقى يرافقنا.  

خسارة النقاط في لعبة الحياة أمر مزعج، لكن تذكر أن تلك القفزة التي لم تخاطر بها هي ما سيطاردك لباقي حياتك

ترجمة و تعديل: يزن الشربجي