أحدث المشاركات
جاري جلب احدث المواضيع ...

دراسة عمرها 80 عاماً تكشف السر الأكبر للسعادة

ما هي السعادة؟! 
قد يعتقد البعض ان هذا السؤال فلسفي بحت، و قد يربطه آخرون بمفاهيم غيبية أو غير ملموسة صعبة التفسير، و ربما يجزم الأغلب أن هذا احد الأسئلة التي لا يستطيع العلم تقديم إجابة واضحة لها، إن كنت من هذه الفئة فإننا نحمل أخباراً جديدة لك، فقد وجد العلماء تفسيراً علميا مدروساً للسعادة.

دراسة عمرها 80 عاماً تكشف السر الأكبر للسعادة


 منذ عام 1938 قام عدد من الباحثين في جامعة هارفارد بالعمل على إيجاد تعريف للسعادة، حيث بدأوا دارسة عابرة للأجيال تدرس مئات من الرجال الأمريكيين، و الهدف من ذلك هو الوصول إلى قواعد صلبة تضمن وصول الإنسان إلى تحقيق حلم الشعور بالسعادة. 

تمت هذه الدراسة على اكثر من 700 مشارك، قاموا على مدى عقود بالإجابة على نماذج تتعلق بصحتهم العقلية و الجسدية و النفسية، حيث تمت دراسة  الحالة العاطفية و الاجتماعية و الحالة المهنية، بالإضافة إلى الحالة الصحية للمشاركين، و لم يكتفي الباحثون بتوجيه نماذج ذاتية التعبئة للمشاركين على مدى السنين الطويلة، لكن قاموا أيضاً باجراء مقابلات دورية متعمقة مع المشمولين بالدراسة، حيث عملوا على إجراء مراجعات شاملة لحياة المشاركين للتأكد من سلامة تقييمهم الذاتي.


" السعادة هي ...... " 
إذاً بعد سبعين عاماً من العمل الجاد و المستمر، خلصت الدراسة إلى عبارة بسيطة: " السعادة هي الحب" ، حيث أثبتت الدراسة بما لا يدع مجالاً للشك أن العامل الأول و الأهم في توقع مدى سعادة الشخص في سنوات الكبر هو علاقاته الدافئة و قربه إلى من هم حوله من أفراد العائلة و الأقارب و الأصدقاء.

لا يقتصر الأمر على الشعور بالسعادة فحسب، بل إن أثر المحبة و العلاقات العميقة و الدافئة يؤدي أيضاً إلى تحقيق نجاح أكبر في شتى نواحي الحياة، حيث اثبتت الدراسة أن الرجال اللذين كانوا يتمتعون بعلاقات دافئة مع امهاتهم في الطفولة كانوا يجنون ما معدله 87 الف دولار سنوياً اكثر من الآخرين، و أن أولئك المقربين من آبائهم أظهروا رضى أكبر عن مسارهم المهني  في حياتهم مقارنة بقرنائهم.

 و تبقى أكثر العلاقات عمقاً و أهمية هي تلك التي تكونت او استقرت في سن ال 47. 


تؤكد الدراسة أن السعادة تنتعش و تزهو عندما نكون مقربين ممن هم حولنا، لكنها تبهت و تضمحل - مهما كان مستوى النجاح الذي نحققه - عندما نفتقد إلى العلاقات الدافئة و العميقة، مما يعني أن سعادتك متعلقة بسعادة من هم حولك أكثر من ما قد كنت تعتقد، فكثيراً ما نسمع عن اولئك المنبوذين التعساء في حياتهم رغم النجاح المادي و المعنوي الذي حققوه، و كثيراً ما نرى بعض الأشخاص  يندمون على عدم اهتمامهم كما يجب بعائلاتهم و تفضيلهم النجاح المادي على مشاعر المحبة و الألفة و على قضاء الوقت مع احبائهم.


و تنسجم نتائج هذه الدراسة إلى حد كبير مع الناحية الدينية و الفلسفية، فقد أمرتنا الأديان السماوية و خصوصاً دين الإسلام بالتقرب من آبائنا و رعاية أبنائنا، كما أمرتنا بصلة الرحم و الإحسان إلى الجار و إلى رعاية الأيتام و التصدق بالمال للفقراء و المساكين خصوصاً لمن هم أقرب، و كل هذه الأفعال و غيرها تبني الألفة و الحب سواء مع العائلة القريبة أو مع العائلة الممتدة أو مع المجتمع ككل. 


إذاً،  باختصار: إذا أردت أن تكون سعيداً، احرص على أن تكون قريباً ممن هم حولك، و أن تعمل لإسعادهم. 

 ترجمة و تعديل : يزن الشربجي | طور قدراتك