أحدث المشاركات
جاري جلب احدث المواضيع ...

هل تبحث عن عذر ؟ إياك أن تقول لا أمتلك وقتاً

هل تبحث عن عذر ؟ إياك أن تقول لا أمتلك وقتاً | التنمية البشرية :

الجميع مشغولون هذه الأيام، فنحن في عصر السرعة الذي لا يتوقف، حيث الأعمال و الأشغال تستمر على مدار الساعة، و الوقت لا يكفي ابداً، و في ظل هذا الإنشغال المنتشر في كل أرجاء الأرض،  فربما تعتقد ان تجنبك لدعوة او لاقتراح ما عن طريق قولك "أعذرني أنا مشغول" قد يُقابل بالتفهم او حتى بالتعاطف، لكن بحثاً جديداً يقترح ان تفكر مرتين قبل أن تكرر هذه الحجة، فالتعذر بالإنشغال (خصوصاً عند تكراره بكثرة)، من الممكن أن يؤذي علاقاتك بصورة كبيرة. 

هل تبحث عن عذر ؟ إياك أن تقول لا أمتلك وقتاً

هل تبحث عن عذر ؟ إياك أن تقول "لا أمتلك وقتاً!! " 


إذاً، ما الذي من الممكن أن تفعله إذا أردت أن تعتذر عن شيء ما؟

 في الحقيقة عليك أن تكون صادقاً بهذا الخصوص، إذا لم تكن مشغولاً حقاً في أمر شديد الأهمية و ذو أولوية كبيرة، فلا تتعذر أبداً بالإنشغال، استخدم نقص المال، أو نقص الطاقة، أو التعب و الإرهاق لكن لا تقل أبداً "لا أمتلك وقتاً!" فهذه الحجة تعني في الغالب : "انا اختار أن لا أرافقك و أن أفعل شيئاً آخر" . 

قام الباحثون بالتوصل إلى هذه النتيجة عبر مجموعة من الأبحاث الافتراضية و العملية، و كان مثيراً جداً للإهتمام أنهم مهما وضعوا من متغيرات في قلب المعادلة، كانت النتائج ثابتة بشكل مفزع، فأيّاً كان نوع الدعوة التي ترفضها،مثلاً دعوةعشاء لزملائك في العمل، دعوة زفاف، دعوة لأمسية عائلية، إلى أخره...   تترك الأعذار المتعلقة بنقص الوقت انطباعاً سلبياً دائماً يدمر العلاقات الاجتماعية بسرعة كبيرة.  

ما هي أولوياتك ؟!


لكن لماذا الحجج المتعلقة بالوقت سلبية لهذه الدرجة؟ الإجابة هي أن الناس يعتقدون أنك قادر على التحكم في وقتك، فعندما تستخدم نقص المال مثلاً للإعتذار عن رحلة، يعتقد الناس أن رفضك ضروري لإنك لا تمتلك مالاً و ليس اختيارياً بسبب عدم رغبتك بمرافقتهم، بل إن صدقك و إظهار مشاكلك ربما يقربهم منك بصورة أكبر، لكن التعذر بنقص الوقت او الانشغال يُعتبر مجرد عذر لعدم رغبتك في المشاركة لا أكثر. 

في الحقيقة نحن نعتقد ان الآخرين قادرون على التحكم بوقتهم بصورة أكبر مما هم عليه فعلاً، و نعتقد أيضاً ان الآخرين قادرون على خلق وقت لفعل الأشياء التي يرغبون حقاً في فعلها، لذا كثيراً ما نشك في الأعذار التي تشكو قلة الوقت - خصوصاً عند كثرة تكرارها، و بالتالي هذه الأعذار قد تبعدنا عن الآخرين بصورة كبيرة في نهاية الأمر. 

فعبارة "انا مشغول" تعني في الغالب ما يلي:
" عرضك ليس مهماً بالنسبة لي و لا يستحق تخصيص وقت له، لست أولوية في حياتي" 

إذا أردت أن تتخيل الموقف بصورة أفضل، ما عليك سوى أن تجرب أن تستخدم " ما تقدمه ليس أولوية، ليس مهماً"، بدلاً من قولك "أنا مشغول" في المرة القادمة، إن ظهر المعنى بصورة غير لطيفة إطلاقاً، فإن هذا العذر حقاً غير مناسب، مثال "لن آتي معك في زيارة الطبيب، لإن مرافقتك ليست أولوية بالنسبة لي!"

فالوقت هو اختيار، و ما نفعله في وقتنا هو اختيارنا الشخصي، و بوسعنا اختيار اي شيء، الناس يعتقدون هذا حقاً..

ربما تكون بعض المعلومات الواردة هنا شيئاً جديداً بالنسبة لك، لكن في الحقيقة فإن زملائنا و أصدقائنا قادرون على رؤية ما وراء حججنا المتعلقة بالوقت بصورة سريعة أكثر مما قد نعتقد، فحجة عدم توفر وقت تعني بالنسبة لهم "لا أهمية لهذا لدي" ، فإذا لم يكن هذا ما ترغب في قوله فمن الأفضل أن تكون صادقاً، أو ان تدرس اولوياتك من أول و جديد.