أحدث المشاركات
جاري جلب احدث المواضيع ...

النجاح يبدأ بثلاثة اسئلة

يقول فيلسوف إن الإنسان الذي يتعلم من أخطائه يزداد ذكاء، أما ذلك الذي يتعلم من أخطاء الآخرين فيزداد حكمة، لهذا السبب من الأفضل أن نكون أذكياء حتى لو لم نمسك بتلابيب الحكمة، بدلاً من أن نكون حكماء ينقصنا الذكاء.. خيار صعب ومؤلم لكنه أقل كلفة. من هذه الكلمات وضع الكاتب الأميركي المعروف مايك مادوك ثلاثة أسئلة بسيطة للغاية يقول إنه يتعيّن على كل إنسان أن يطرحها على نفسه إذا كان يريد تطوير حياته وارتقاء سلم النجاح.


يؤكد الكاتب أنه استلهم هذه الأسئلة من قراءة سيرة حياة العشرات من الناجحين في مختلف مجالات الحياة. فالتجارب تؤكد أن الأفكار الكبيرة غالباً ما تولد من رحم البساطة.. والدليل يكمن في آلاف الاختراعات الحديثة التي تسحر الألباب وتجعل المرء يتساءل بينه وبين نفسه: غريب.. لماذا لم أفكر بها من قبل.. كانت أمام عيني ولم أعرها انتباهاً.

إذا كنت تواجه موقفاً صعباً أو إذا كنت تبحث عن طريقة لتطوير وتحسين حياتك أو عملك، ما عليك سوى أن تطرح على نفسك هذه الأسئلة بشرط أن تكون صادقاً مع نفسك ولا تخدعها بإجابات بعيدة عن الواقع.


السؤال الأول: ما الهدف الذي أريد تحقيقه أو النتيجة التي أريد الوصول إليها؟
المشكلة الحقيقية هي أن الكثيرين يعجبهم أن يلعبوا دور الضحية المغلوبة على أمرها.. ضحية أوضاع معيشية أو مهنية لا يريدونها.. يتجاهلون حقيقة أن هذه الأوضاع لا يمكن أن تتغير ما لم يقوموا بتغييرها، أو أن يقوم آخرون بتغييرها لهم.

الأوضاع غير المرغوبة لن تتغير من تلقاء نفسها لأنهم بكل بساطة يستغرقون في التركيز على المشكلة أو العقبة التي يواجهونها بدلاً من التركيز على الحلول الممكنة.

تراهم وتسمعهم دائماً يكررون الشكاوى والتذمر، وكم أنهم مظلومون وكيف أن الظروف تعاكسهم وتعاندهم ,مثل هؤلاء الأشخاص يجيدون فن إلقاء مسؤولية تلك الأوضاع على الآخرين.. لا يجرؤون على الاعتراف بمسؤوليتهم عن تلك الأوضاع، حتى ولو كانت مسؤولية جزئية يبحثون عمن يواسيهم ويشجعهم على تحمل هذه الظروف.. يبحثون عمن يساعدهم في إيجاد الأعذار الواهية المسببة للظروف التي تعاندهم كما يتصورون.. مثل هذه المواساة تجعلهم يشعرون بالراحة والرضا، لكنه شعور خادع لأنه لا يقدم ولا يؤخر. فالمواساة وتقديم الأعذار الواهية ليست سوى وصفة للكسل والتراخي، لأن الظروف محل الشكوى والتذمر بقيت على حالها والأوضاع غير المرغوبة لم تتغير.

حين يطرح المرء على نفسه هذا السؤال يكون مجبراً على تركيز فكره على النتيجة النهائية، وليس على المطبات الآنية في الطريق.
الفكرة من طرح السؤال هي أن يضع المرء نفسه في موقع العقلية القادرة على ابتكار الحلول. وحين ينجح في معرفة ماذا يريد تحقيقه ومعرفة النتيجة التي يريد الوصول إليها يصبح جاهزاً للقفز بسرعة وسهولة إلى السؤال الثاني.



السؤال الثاني: ما العقبات التي تعترض طريقي؟
الناجحون في الحياة هم الذين يجيدون فن تعريف المشكلات التي تعترض طريقهم إلى النجاح، ومن ثم يضعونها بالترتيب على سلم الأولويات.. يعالجونها واحدة تلو أخرى.. فإذا كانت قابلة للحل أهلاً وسهلاً، وإلا فإبعادها عن الطريق أو الابتعاد عنها وتجنبها.
الممثل الأميركي المعروف جورج كلوني ظهر في مقابلة تلفزيونية أخيراً، وفي لحظاتها الأولى سألة المذيع عن الطريقة التي تمكن فيها من إنقاص وزنه عشرة كيلوغرامات خلال أقل من شهرين، وهو الوزن الذي اكتسبه خصيصاً ليتلاءم مظهره مع دور سينمائي قام به في الفترة الأخيرة فقال: بكل بساطة قللت من الأكل وأكثرت من ممارسة الرياضة.

الشيء ذاته تقريباً ينطبق على الحياة العملية.. فالغالبية منا تكثر من الحديث عن صعوبة إنقاص الوزن، لكنها في الوقت نفسه تواصل التهام الحلوى والرز والبطاطا.. بمعنى أن هؤلاء يكثرون من الشكوى والتذمر من أوضاعهم لكنهم لا يفعلون شيئاً لتغييرها، بل ربما يفعلون أشياء كثيرة لتكريس هذه الظروف.

المرء الذي يريد خفض وزنه بالفعل وليس بالقول فقط يعرف تماماً أن تحديد الهدف ومعرفة طبيعة العقبات والعراقيل يسهلان عملية الوصول إلى النتائج المرجوة ضمن خطة يمكن تنفيذها.

ما يقال عن خفض الوزن ينطبق تماماً على تحقيق الكثير من أهداف الحياة.. المهم أن نعرف ما نريد تحقيقه والنتائج التي نريد الوصول إليها، ومن ثم تحديد العقبات والعراقيل التي تعترض تحقيق هذه الأهداف.. بعد ذلك تبدأ مرحلة وضع الأولويات والبدء في إزالة العقبات واحدة تلو أخرى.

طبيعة العقبات
يقول أحد الناجحين في الحياة على سبيل المثال: أريد خفض وزني عشرة كيلوغرامات خلال فترة كذا.. المطلوب أولاً أن أعرف طبيعة العقبات التي تعترض طريقي.
● العقبة الأولى: لا وقت لدي لممارسة الرياضة.. أو أنني لا أعرف كيف أجعل ممارستها جزءاً من برنامجي اليومي أو الأسبوعي.
الحل بسيط: اجبر نفسك على ممارسة الرياضة ولو لبضع دقائق صباح كل يوم، أو لساعتين أو ثلاث ساعات في نهاية الأسبوع. المهم أن تتخذ القرار وتطبقه عملياً، وسرعان ما ستكتشف أن المسألة ليست مستحيلة ولا هي بالصعوبة التي تصورتها.
● العقبة الثانية: أريد تغيير نظامي الغذائي لأن النظام الحالي يمنعني من خفض وزني.
الحل بسيط: ضرورة اعتماد نظام غذائي صحي وتناول ما بين خمس إلى ست وجبات يومياً.. اثنتين أو ثلاث رئيسية، والباقي بسيطة بين الفطور والغداء، وأخرى بين الغداء والعشاء. من الضروري أيضاً التوقف نهائياً، أو التقليل قدر الإمكان، من تناول الوجبات السريعة.. المهم أن تبدأ وتستمر.. المواظبة والالتزام ضروريان جداً. لكن النقطة الأكثر أهمية تكمن في ضرورة مساءلة النفس ومحاسبتها إذا كنت تلتزم فعلاً بالقواعد التي وضعتها لنفسك أم لا. فبغير هذه المساءلة لن تنجح محاولاتك لخفض الوزن لأنك بذلك تكون كمن يضحك على نفسه.

ومن أجل الحصول على نتائج أفضل، يستحسن اطلاع الأهل والأصدقاء على خطتك وعلى الفترة الزمنية التي ستستغرقها.. خلال شهر أو اثنين أو ثلاثة سوف أخفض وزني كذا كيلوغرام.. أن تلزم نفسك بالخطة أمام الآخرين.


السؤال الثالث: مَن يا تُرى واجه المشكلة ذاتها، أو ما يشبهها وتمكن من حلها؟
المطلوب هنا أن نعود إلى الفقرة الأولى في هذا الموضوع.. إلى الحكمة التي يمكن اكتسابها بالتعلم من أخطاء الآخرين.
البعض، كما في السؤال الأول، حدد الأهداف المطلوب تحقيقها والنتائج المراد الوصول إليها.. والبعض الآخر كما في السؤال الثاني، حدد العقبات التي تعترض تحقيق النتائج المرجوة ووضع سلّم الأولويات. الإنسان الناجح والذكي يستفيد من تجارب غيره وأخطائهم ويقطف النتائج التي توصلوا إليها.