من المعروف أن الجلد يمتلك بشكل أساسي طبقتين، الأولى داخلية وتسمى الأدمة والثانية خارجية وتسمى البشرة والجلد يتجدد باستمرار لكن بالبشرة، وليس بالأدمة. إذ إن الجلد يتخلص بشكل مستمر من الخلايا الميتة على سطح الجلد واستبدالها بأخرى جديدة، وتتم هذه العملية بواسطة خلايا الكيراتينية التي تنمو في الطبقات السفلية من البشرة، وعلى مدى 2-4 أسابيع سوف تتطور الخلايات تدريجياً وتشق طريقها إلى أعلى مباشرة نحو البشرة، لتستبدل الخلايا الميتة على سطح البشرة.
مع ذلك فإن الطبقة الأعمق وهي الأدمة لا تجدد نفسها تقريباً في كثير من الأحيان، إذ إن البشرة تحميها من الضرر، ولكن في حال وجود قطع أو إتلاف وإصابة الجلد بعمق، فإن هذا كاف للتأثير على الأدمة، وبالتالي فإنها تصلح نفسها، وهذا العمل على الأرجح ما يترك ندبة على سطح البشرة لوقت طويل من الحياة.
فالوشم يتم زراعته مباشرة في الطبقة داخلية من الجلد وهي الأدمة. فإن آلة الوشم تعمل عن طريق تحريك رأس الإبرة صعوداً وهبوطاً بشكل سريع للغاية (يبلغ حوالي من 50-150 مرة في الثانية الواحدة)، فتقوم بثقب الطبقة الخارجية من الجلد وحقن قطرات الحبر في الأدمة مع كل ثقب.
على مدى الأشهر المقبلة فإن الجلد يبدأ ببطء في إصلاح نفسه، في حين يكون هناك بعض الخسائر الأولية من الحبر خلال عملية الشفاء، ولكن في نهاية المطاف، فإن الجلد يعالج بقايا الحبر المتواجد بين الطبقتين البشرة والأدمة، ليبقى أخيراً الحبر المتواجد في الأدمة مدى الحياة، مع افتراض عدم وجود أي ضرر كبير على الأدمة في المنطقة المتواجد بها الوشم.
بطبيعة الحال فإن أي شخص يمتلك وشم لعدة عقود فإنه لا يتلاشى مع مرور الزمن، ولكن هناك بعض الاستثناءات الطبيعية للوشم. اذا كان الوشم يغمر الجلد بشكل ضحل وكبير، أو حتى تم وضعه بأسلوب غير صحيح، فإن بعض الحبر يهرب من خلال الجلد الموشوم حديثاً. ومن الممكن أيضاً أن العقود الطويلة من عمر الوشم تجعله أقل وضوحاً على سطح الجلد، نظراً لأن الصباغ سوف يسبح في الأدمة بشكل أعمق. وهذا ما يسبب التهاب الأدمة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الوشم أيضاً يتلاشى بشكل طبيعي مع مرور الوقت بسبب الأشعة فوق البنفسجية من الشمس.