القائمة الرئيسية

الصفحات

غاز الضحك: ما هو وما تأثيره على الجسم؟

 غاز الضحك هو مصطلح شائع يُطلق على غاز أكسيد النيتروز (بالإنجليزية: Nitrous oxide)، وهو أحد أكاسيد النيتروجين العديدة، ويتميز بكونه عديم اللون، وله رائحة لطيفة، ومذاق حلو. يستخدم هذا الغاز في مجالات مختلفة، مثل الطب، والسيارات، والترفيه، ولكنه قد يحمل معه بعض الآثار الجانبية والمخاطر على الصحة إذا تم استنشاقه بشكل زائد أو متكرر. في هذا المقال، سنتعرف على ما هو غاز الضحك، وكيف اكتشف، وما هي استخداماته، وكيف يعمل على الجسم، وما هي أضراره.

غاز الضحك: ما هو وما تأثيره على الجسم؟


1.اكتشاف غاز الضحك

تم تحديد غاز الضحك لأول مرة من قبل العالم البريطاني جوزيف بريستلي (Joseph Priestley) في عام 1772م، عندما قام بتسخين نترات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium nitrate)، وجمع الغاز الناتج في كيس من الجلد. بعد سنوات، في آواخر القرن الثامن عشر، بدأ الكيميائي البريطاني همفري ديفي (Humphry Davy) بتجريب آثار استنشاق غاز الضحك على نفسه وعلى زملائه، وأشار إلى آثاره المبهجة والمخدرة، خاصة الطريقة التي جعلته يريد الضحك، مما أعطاه لقبه الشعبي وهو غاز الضحك. كما نشر ديفي النتائج التي توصل إليها في كتابه “بحث كيميائي عن غاز الضحك” (بالإنجليزية: Researches, Chemical and Philosophical, Chiefly Concerning Nitrous Oxide) في عام 1800م.


2.استخدامات غاز الضحك

يستخدم غاز الضحك في مجالات متعددة، ومنها:

  • الطب: يستخدم غاز الضحك كمخدر طبي ومسكن للألم، يسبب فقد الاتصال بكل أحاسيس الألم، وفقد الوعي غالباً. يعتبر غاز الضحك المخدر الأول المستنشق في مهنة الطب في جميع أنحاء العالم، كما يستخدم في عيادات أطباء الأسنان في الولايات المتحدة، ولكنه يعد عادة كمسكن للألم أثناء الولادة في أوروبا، وكندا، وأستراليا. إضافة إلى ذلك، يستخدمه الأطباء  في الحالات الطارئة لتخفيف الآلام بشكل سريع خلال مجموعة متنوعة من الحالات الطبية، مثل: النوبات القلبية، والحروق الشديدة، وحصى الكلى، والكسور، والخلع.
  • السيارات: يستخدم غاز الضحك كمادة مضافة إلى الوقود في سباق السيارات، حيث يساعد على تحسين آداء المحرك. فالأكسجين من العناصر الضرورية لاشتعال الوقود، وعند تسخين غاز الضحك إلى درجة حرارة 300 درجة مئوية، ينقسم إلى النيتروجين والأكسجين، مما يرفع مستويات الأكسجين، وبالتالي يزداد حرق الوقود.
  • الترفيه: يستخدم غاز الضحك كعقار ترويحي يسبب حالة من البهجة والنشوة والضحك، ويطلق عليه أحيانا اسم “الهيبي كراك” (بالإنجليزية: Hippie crack) أو “البالونات” (بالإنجليزية: Balloons)، ويتم بيعه في الحفلات والمهرجانات والنوادي الليلية. ولكن هذا الاستخدام قد يكون خطيرا ومضرا بالصحة، كما سنشرح لاحقا.


3. كيفية عمل غاز الضحك على الجسم

يدخل غاز الضحك إلى مجرى الدم عن طريق استنشاقه عبر الرئتين، ليصل بصورة مباشرة إلى الدماغ، حيث يؤدي إلى إطلاق الأفيونات الطبيعية في الجسم، مثل الإندروفين والدوبامين، ويعمل كمخدر من خلال تحقيق الاستقرار في نشاط الخلايا العصبية في الدماغ. يتسبب غاز الضحك في تغيير حالة الوعي والإدراك، ويقلل من القدرة على الاستجابة للمحفزات الخارجية، ويزيد من الشعور بالاسترخاء والراحة. كما يمكن أن يسبب غاز الضحك بعض الآثار الجانبية القصيرة 


4.أضرار غاز الضحك

رغم أن غاز الضحك يستخدم في الطب كمخدر آمن وفعال، إلا أنه قد يسبب بعض الأضرار الصحية إذا تم استنشاقه بشكل زائد أو متكرر، خاصة عندما يتم استخدامه كعقار ترويحي. من أهم هذه الأضرار:

  • الاختناق: يمكن أن يؤدي استنشاق غاز الضحك بشكل مباشر من خزان أو بالون إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، مما يسبب الاختناق والموت. كما يمكن أن يؤدي استنشاق غاز الضحك مع السجائر أو القنب إلى اندلاع حريق أو انفجار.
  • الإدمان: يمكن أن يسبب غاز الضحك إدمانا نفسيا، حيث يشعر المستخدم بالرغبة في تكرار الاستنشاق للحصول على نفس الشعور بالنشوة والبهجة. وقد يؤدي هذا إلى الإفراط في الاستخدام، والتأثير على الحياة الاجتماعية والمهنية والصحية للمستخدم.
  • الأضرار العصبية: يمكن أن يؤدي استنشاقه بشكل متكرر إلى تدمير الخلايا العصبية، وتقليل إمتصاص فيتامين بي 12 (B12)، والذي يلعب دورا مهما في صحة الجهاز العصبي. وقد ينتج عن ذلك بعض الأعراض، مثل: الخدر والوخز في الأطراف، والضعف العضلي، والتهاب الأعصاب، والخرف، والشلل.
  • الأضرار النفسية: يمكن أن يسبب غاز الضحك بعض الآثار النفسية السلبية، مثل: الهلوسة، والاكتئاب، والقلق، والذعر، والفوبيا، والاضطرابات النفسية. كما يمكن أن يؤثر غاز الضحك على الذاكرة والتركيز والقدرة على التعلم.


غاز الضحك هو غاز عديم اللون وله رائحة لطيفة ومذاق حلو، يستخدم في الطب كمخدر ومسكن للألم، وفي السيارات كمادة مضافة إلى الوقود، وفي الترفيه كعقار ترويحي. يعمل غاز الضحك على الجسم بإطلاق الأفيونات الطبيعية وتحقيق الاستقرار في نشاط الخلايا العصبية، مما يسبب حالة من البهجة والنشوة والضحك. ولكن غاز الضحك قد يسبب أيضا بعض الأضرار الصحية، مثل: الاختناق، والإدمان، والأضرار العصبية، والأضرار النفسية. لذلك، يجب استخدام غاز الضحك بحذر وبإشراف طبي.

تعليقات