أحدث المشاركات
جاري جلب احدث المواضيع ...

ملخص مقدمة ابن خلدون في في الدول العامة

ملخص مقدمة ابن خلدون في في الدول العامة | مقدمة ابن خلدون :



الباب الثالث: في الدول العامة و الملك و الخلافة و المراتب السلطانية

 كل حكم جديد يواجه مشاكل
 شرح ابن خلدون حقيقة ان كل نظام حكم جديد يواجه مشاكل كثيرة في البداية، و أعاد هذه الحقيقة إلى ان النفوس يصعب عليها الإنقياد لهذه السلطة الجديدة لعدم و مع مرور الزمن يصبح حكمهم أمرا واقعا مقبولا و يتأقلم عليه الناس.
و شرح في نفس المبحث نقطة أن أي نظام حكم يبد في البداية بالاعتماد على اهله و اقاربه، و لكنه بعد استقرار الحكم فانه يستغني عن ذلك و يصبح الامر عائدا للكفائة او المصلحة و هذا ينطبق اليوم على الحزب أو الجيش.. الخ

 الدول الدينية أكثر إستقرارا
 أعاد ابن خلدون هذا الى ان الصبغة الدينية تجعل التنافس و التحاسد في اقل درجاتها. حيث ان الدول الدينية يقل فيها الخلاف بين النخب حيث تكون الاهداف و الغايات موحدة .

و اوضح ان الدولة الدينية تقوم في البداية على عصبية القبيلة اضافة لعصبية الدين و استدل على ذلك بقول الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم (ما بعث الله نبيا الا في منعة من قومه)، الا ان ابن خلدون حذر ايضا ان بعض الدول قد تستغل الدين لتحقيق اهداف القبيلة فقط بعيدا عن اهداف الدولة و الدين و هنا لا يعتبرها الكاتب دولة دينية.

 لماذا إفريقيا مفككة دوما
 أرجع ابن خلدون ذلك لكثرة القوميات و القبائل و العصبيات في هذه القارة مما جعل الاهواء متشتتة و الاهداف مختلفة و هو ما يدفع لوجود عدد كبير من المشاكل في حال لم يتم خلق نظام يتوعب كل هذه الاختلافات.

 طبائع الملوك بعد الاستقرار
 وصّف ابن خلدون الملوك و الحكام بشكل عام في حالة الاستقرار بعدة طبائع؛ و من هذه الطبائع ميلهم للاستئثار بالمجد و الانجاز و السلطة المطلقة، كما ان الطبائع المذكورة في المقدمة الترف في الملابس و الابنية و هي عادة تنتقل من الحاكم الى المحكوم فالناس على دين ملوكهم. و الطبع الثالث هو الميل الى الاستقرار و الركون للراحة و البتعاد عن امور السياسة و الحرب.

و لهذا كان ابن خلدون اول من اقترح ما صار يعرف اليوم بالتداول على السلطة و ذلك لهدم تلك الحال من الاستقرار و خلق مناخ من التدافع يكون في صالح الامم.. و بهذا يكون ابن خلدون سابقا لعصره بقرون !

 اعمار الدول كاعمار الأشخاص
 تعد هذه القاعدة اشهر ما قدمه ابن خلدون لعلم الاجتماع و السياسة، فكل دولة يكون عمرها مساو لعمر ثلاث اجيال حيث ان الجيل يمتد لاربعين سنة (يعتمد في هذا على القرآن و قصة التيه) مما يعني ان العمر الطبيعي لاي دولة هو 120 عام لا غير.
و لكن هذا لا يعني ان الدولة تندثر حتما بعد ذلك بشكل مباشر، بل تدخل مرحلة الضعف المتزايد الى ان يأتي سبب مباشر لسقوطها (احتلال، ثورة.. الخ).

 الترف و الدولة
 الترف ليس دائما سببا من اسباب السقوط، بل يمكن ان يكون من اسباب القوة اذا حسنت ادارته و وضف لصالح الاقتصاد و التحصيل العلمي اذ قد يكون عاملا في زيادة عدد السكان بالتكاثر و بتحسين المستوى الصحي اضافة لتنوع الصناعات و تحسن مستوى التعليم كما حصل في الاندلس في عهد عبد الرحمان الناصر مثلا.. فالترف يجب ان يدار بشكل صحيح و الا تحول لمهلكة.

لماذا يقلد الحكام من يسبقهم
شرح ابن خلدون ذلك في ما اسماه باطوار الدولة فهذا التقليد الفاقد للتغيير يعني ان الدولة في طورها الرابع بعد طور فرض الحكم و طور تركيز السلطة و طور الرخاء ثم يأتي طور القنوع و المسالمة. و في هذا الطور الاخير فان صاحب الحكم يكون قانعا بما وجده فيقتفي آثار من سبقوه خطوة بخطوة لأنه يخشى ان يؤدي اي تغيير الى افساد عمل ما سبقوه... اليس هذا تفسيرا للعبارة الشهيرة (لا تراهنوا على الرئيس الامريكي القادم ، فلن يتغير شيء) ؟

 لا بد من حاكم
 بما اننا و كما اسلف في الباب الاول لا يمكننا ان نعيش الا في جماعات، فلا يمكن بالضرورة ترك هذه المجموعات بلا حاكم لأن الطبيعة الحيوانية ستطغى في المجموعة حينئذ و ينشر الفساد و الظلم داخل المجموعة.. و بالتالي فان وجود الحاكم هو نتيجة طبيعية لأن الانسان هو اجتماعي في الاصل، و الحاكم ضروري لحماية افراد المجموعة من بعضهم البعض و لحماية المجموعة كلها من العدوان الخارجي.

 الذكاء عيب في السياسة
 يقول ابن خلدون ان الذكاء و الحكمة العميق تعتبر عيبا في صاحب السياسة، فهي افراط في الفكر و الحكمة و الفلسفة ستجعل الحاكم يحمل على شعبه ما لا يمكنهم استيعابه و لا الايمان به. و استشد في هذا السياق بقصة عزل عمر رضي الله عنه لزياد بن ابيه قوله (لم اعزلك لعجز او خيانة، و لكنني كرهت ان احمل فضل عقلك على الناس).

 الخلافة
 يصحح ابن خلدون مفهوم الخلافة الملتبس عند البعض، فهو ببساطة وجود حاكم يطبق الشريعة بما فيه مصلحة العباد في الدنيا و الآخرة و لم يشترط وجود خلافة مركزية و انما ركز على هدف الحكم و طريقته فالخلافة هي خلافة رسول الله في تطبيق دينه و يرفض القول بانها خلافة الله بل و يستنكره.

و لكي اضعك في الاطار التاريخي عاش ابن خلدون في عهد سقوط الدولة العباسية في بغداد بيد المغول و الصراع الذي نشب بين صاحب تونس المستنصر الذي بويع بالخلافة خلفا للمستعصم العباسي و اتته البيعة حتى من شريف مكة و بيبرس صاحب مصر و الشام الذي اتى بامير من البيت العباسي و بايعه بالخلافة صوريا ليحبط بيعة المستنصر.. و لهذا يعتبر ابن خلدون الخلافة هي اقامة الشريعة و يستنكر الخلاف بين مصر و تونس حولها و يرى ان الاولى التفرغ لمواجهة عدو الامة... فالخلافة لدى ابن خلدون هي الشريعة.

 السيف و القلم و حاكم الدولة
 اي حاكم جديد لا بد له من الاستعانة بالقوة العسكرية و الامنية لتركيز دعام حكمه، حتى يستتب الحكم.. ثم تصبح الاهمية للقلم و يصبح هو الاكثر قربا للحاكم و ذلك ليفرض الحاكم استقرار حكمه في العقول بعد ان فرضه على الاجساد.

و هذا يفسر ان التطور يبقى مرتبطا بالانتقال من الاعتماد الكلي على الامن الى الاعتماد على القلم و لا يمكن للدولة التي تبقي القوة الامنية و العسكرية محلها ان تتقدم ابدا.

 خطورة ان يصبح الحاكم تاجرا
 فالحاكم يصبح حينها صاحب الصلاحيات و المال، مما يعني ان كل متاجرة ضده تجعل خصومه الخاسرين و هو ما يجعلهم اصحاب مشاكل، و يتحولون لأعداء للدولة.

 هبات الدولة و عطاياها تعود لها
 الدولة هي صاحبةة الوزن الاكبر دوما من ناحية توفر الأموال بين ايدي رعاياها، و عندما توزع الدولة المال على هؤلاء في شكل هبات او منح فالامر يعود اليها على شكل جباية.

و مما يزيد من اهمية منح المواطنين المال من قبل الدولة انها تقتضي في النهاي دفع "المواطن" للضرائب، و في حال قامت الدولة بحبس المال لديها فان كمية السيولة المالية ستقل و هذا يهدد استقرار السوق و سيؤدي الى انكماشها و تراجع الانتاج و خسارة فرص العمل مما يؤثر على الاستقرار الاجتماعي و الاقتصادي في ان واحد.

 الظلم قاطرة التخلف
 فالظلم سواء كان ماديا او معنويا يثني الناس عن العمل و الانتاج لانهم سيرون ان نتاج كل اعمالهم سيكون من نصيب الظالمين و ان جهدهم سيذهب سدى حتى و ان كان ذلك غير مؤكد. و بما ان الدولة قامة على اهلها و مدى سعيهم في اعمارها فمثل هذه النتائج ستعيدها الى الخلف و ينعكس ذلك على التنمية و على ضعف الجيش و على مسوى التعليم و الصحة الخ.. و هذا افضل تفسير لانخفاض الناتج الفردي الخام للدول العربية مقارنة بغيرهم من الامم و هنا قاعدة ابن خلدون الذهبية  العدل أساس العمران

 أولى علامات انهيار الدولة
 اول علامات انهيار الدولة (او النظام حسب التعبير الحديث) هو الانقسام سواء كان فعليا بإنشقاق اجزاء من الدولة على السلطة المركزية او معنوي بان تستأثر الطبقة الحاكمة بالسلطة و تعيش ضمن قوانين خاصة بهم و الشعب الذي يعيش وفق قوانين و معايير اخرى.. و هذا ما حدث حديثا و ادى لقيام الثورات في البلدان العربية.

 إذا بدأ الانهيار فلا خلاص
اذا بدأت الدولة منحاها التنازلي و دخلت مرحلة الهرم فل يمكنها اصلاح الامر ابدا، فالامر يصبح عندها حتميا و لا قدرة للبشر على مقاومته و لا يمكن اصلاحه مهما بلغت تلك المحاولات و سيستمر المنحى سيستمر حتى انهيار النظام و ربما الدولة كلها.

 عوامل الخلل في اي دولة
 هو احد امرين؛ اما الخلل في النظام الامني سواء كان ذلك بوجود عرق ما او طائفة تسيطر عليه او عصبة منتفعة تجمعها مصلحة معينة، او خلل مالي قد يصنع فئة أغنى من الدولة ذاتها فلا يرون سببا للتقيد باوامر الدولة و سيحاولون تشكيل قوانين على مزاجهم و قد يتحالف هؤلاء مع الدولة (كما حدث في مصر اخيرا) و هذا التزاوج بين رأس المال و الحكومة سينتج حربا معلن على الفقراء يصبح فيها آلقانون و المال و الامن في يد هذه فئة من اصحاب الاموال.

هذا ملخص للباب الثالث و هو اهم ابواب المقدمة و اقواها و اكثرها مطابقة لقضايا عصرنا الحاضر.. و قد اغفلت الحديث عن عديد الاقسام في هذا الباب اما لانها لم تعد محل تطبيق او لانها اصبحت من المسلمات اضافة الى عديد القضايا الدينية البحتة.
المصدر