بطارية بغداد اقدم بطارية في التاريخ | تاريخ :
في كل فترة تُفاجئ حضارة ما بين النهرين العالم باكتشاف غريب له فائدة كبيرة. ففي فترة 1930s، تم اكتشاف قطعة أثرية غامضة خلال الحفر في منطقة ليست بعيدة عن بغداد. الجرة التي عُثر عليها سُميَّت بطارية بغداد وهي بطول 13 سم ويبلغ عرضها 10 سنتيمترات تقريبًا، وتتألف من طبقتين من الخزف الأحمر والخزف الأسود والتي تم فصلهما بطبقة من القطن.، مع قضيب حديدي خارج من فمها، وتم العثور على أسطوانية نحاسية بداخلها وبداخل الأسطوانة قضيب آخر وتبين أنها تعود إلى الفترة البابلية القديمة بين عامي 2500-2000 قبل الميلاد.
تعتبر بطارية بغداد واحدة من أكثر الآثار الغامضة والجذابة في تاريخ العلوم والتكنولوجيا القديمة. تم العثور على البطارية في بلدة خراسانة القديمة بالقرب من بغداد في العراق، وتعود إلى الفترة البارثية في القرن الأول الميلادي.بالرغم من عدم وجود معلومات كافية عن بطارية بغداد، فإنها تعد إحدى القطع الأثرية الأكثر شهرة في العالم، وتعد مثالا على قدرة المدن القديمة على ابتكار وتطوير التكنولوجيا.
تتألف بطارية بغداد من ثلاثة أجزاء رئيسية: جرة مستديرة مصنوعة من الطين وتبلغ ارتفاعها حوالي 14 سنتيمترًا، واسطوانة داخلية مصنوعة من الخزف الأحمر، وأسطوانة داخلية أخرى مصنوعة من الخزف الأسود. تحتوي الجرة على عازل مصنوع من القطن وحمض الخل لإنتاج تيار كهربائي.
بعد فحص الجرة، تبيَّن أنها بطارية قديمة قادرة على توليد تيار كهربائي جهده 1 فولت. وفقًا للنظرية، فيُمكن أن تكون هذه البطارية استُعملت في عملية طلاء الذهب الكهربائي، لكن لا يزال الخبراء في حيرة لكيفية التوصل لمثل هكذا اختراع في تلك الفترة القديمة. من منا يُمكنه أن يغض الطرف عن الحضارة العظيمة في بلاد العراق والرافدين قديمًا؟
يعتقد البعض أن هذه البطارية كانت تستخدم لتوليد الكهرباء، ولكن هذا لم يتم إثباته بشكل قاطع، ولا توجد دلائل تدعم هذا الادعاء. ومع ذلك، يعتبر البعض أن البطارية كانت تستخدم لأغراض طبية أو دينية، حيث يمكن استخدامها لتوليد تيار كهربائي ضعيف يمكن استخدامه لتنشيط عملية التخدير أو العلاج الطبي.
ومن المثير للاهتمام أنه لا يزال هناك الكثير من الأسرار والألغاز المحيطة ببطارية بغداد، بما في ذلك ما إذا كانت فعلاً استخدمت لأغراض طبية أو دينية أو تنجيمية، أو إذا كانت كانت تستخدم لأي غرض آخر. ومع ذلك، فإنها تعد أحد الأدلة القوية على قدرة الحضارات القديمة على تطوير التكنولوجيا البسيطة التي تساعدهم على العيش والازدهار في ذلك الزمن.
تم تحليل بطارية بغداد بشكل كبير من قبل العلماء، وقد توصلوا إلى أنها تعمل عن طريق تفاعل كيميائي بين حمض الخل والنحاس والحديد الموجود داخل الأسطوانة السوداء. وبالتالي، فإن الطاقة الناتجة من هذا التفاعل تنتج تيارًا كهربائيًا بسيطًا يمكن استخدامه لأغراض مختلفة.
تثير بطارية بغداد حتى اليوم العديد من الأسئلة والنظريات حول الغرض الحقيقي وراء ابتكارها، فبعض النظريات تشير إلى أنها كانت تستخدم في تجارب الكيمياء والمعادن في العصر البابلي، بينما تشير نظرية أخرى إلى أنها كانت تستخدم في التعبئة والتغليف للمواد الغذائية. وهناك أيضًا نظرية تقول بأنها كانت تستخدم في التنجيم أو التوقعات الفلكية.
بطارية بغداد تعد من الآثار العلمية والتاريخية القيمة التي تعكس قدرة الإنسان القديم على تطوير التكنولوجيا المتواضعة لتحقيق مختلف الأغراض الحياتية والثقافية. ومع ذلك، فإن الغموض المحيط بها لا يزال يثير العديد من التساؤلات حتى اليوم.