السؤال الذي حير البشر عبر التاريخ كيف بدأت اللغة البشرية ونشأت وماهي اللغة الأم وما أصلها. وماهي لغة ابونا آدم بالفعل هذه الاسئلة حيرت العلماء والباحثيين لعدة قرون , فهي واحدة من أكبر القضايا المعقدة , ولكن للإسف لا توجد أدلة ملموسة عن أصل لغة البشر على الرغم من التقدم التكنولوجي الذي نعيشه , وعدم وجود أدلة أدت إلى حظر مناقشة موضوع أصل اللغات البشرية في جمعية اللسانيات في باريس Linguistic Society of Paris , ولكن بالرغم من ذلك فإن هناك عدد من الباحثين من علماء النفس , وعلماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا , واللغويين مازالوا يقومون بدراسة هذا الموضوع , وبعض تلك الدراسات أثمرت عن نتائج تم تقسيمها إلى فئتين من وسائل إتصال البشر القدامي وهما ( الإيماءات ) , و( الألفاظ ) .
يعتقد كثير من الباحثين أن العظم اللامي أو العظم اللساني في الإنسان هو المسئول عن طريقة خطاب الإنسان , وجدير بالذكر أن العظم اللامي هو :عظم على شكل حذوة يقع في مقدمة الرقبة تحت الذقن وفوق الغضروف الدرقي، تتصل به عضلاتٌ عديدةٌ تمسكه بحذر، منها اللسان وقاعدة الجمجمة والغضروف الدرقي ولسان المزمار، وهو العظم الوحيد المنفصل عن الهيكل العظمي، يوجد العظم اللامي في المحور الهيكلي في الخط منتصف الجسم.
ويعتقد العلماء أن أجدادنا البشر كانت لديهم القدرة على تعلم اللغة وإستخدامها بطريقة خلاقة , مثل التعبير عن الكلام بالرسم على جدران الكهوف منذ 300،000 إلى 700،000 سنة مضت , في العصر الحجري القديم , بينما يعتقد البعض أن الإنسان القديم قد بدأ بتعلم اللغة قبل 100,000 سنة فقط .
نظريات تفسر أصل اللغة البشرية
هناك خمسة نظريات رئيسية تم إجراؤها بين اوخر عام 1800م , وأوائل عام 1900م , وهذه النظريات تقوم على شرح اصول الكلمات المستخدمة فياللغة الصوتية من قبل البشر القدماء .
- بو-واو (wow-Bow): نظرية بو واو ما تعرف بالوقواق نسبها مولر للفيلسوف الألماني جوهان جوتفيرد هيردير، الذي افترض أن الكلام هو تقليد لأصوات الحيوانات والطيور.
- فو-فو (Phoo-phoo): نظرية فو-فو افترضت أن الكلام يمثل التراكمات العاطفية والصوت يعبر عنها وذلك نتيجة ألم, سرور, أو مفاجأة وما إلى ذلك.
- دينغ-دونغ (Ding-dong): مولر هو الذي سمى هذه النظرية, و تفترض نظرية دينغ-دونغ أن لكل شيء تذبذب طبيعي, و أن الكلام هو تردد لكلمات الإنسان القديم.
- يو-هي-هو (Yo-he-ho): هذه النظرية افترضت أن نشأة اللغة هو نتيجة لعمل مجموعة إيقاعات متداخلة، وذلك بالتوافق مع المجهود العضلي الذي ينتج الأصوات. مثل التنهد المتكرر مع الصوت ho.
- تا-تا (ta-Ta): هذه النظرية لم تعرض في قائمة مولر, وقد اُفترضت من قبل ريتشارد باجيت ,عام 1930م. افترض أن الكلام هو عبارة عن حركات اللسان ونتيجة لتكرار الحركة يصبح الصوت مسموعًا.
أغلب العلماء في الوقت الحالي انتقدوا النظريات السابقة مع الإقرار بأنها ليست جميعها خاطئة, وسبب انتقادهم أنها تقدم الأفكار بطريقة ساخرة وساذجة كما أن مشكلة تلك النظريات أنها تكاد تكون آلية لأن أغلبها افترض أن الإنسان البدائي عثر على طريقة ربط عبقرية ومناسبة بين الأصوات والمعاني وعليه نشأت اللغة بشكل تلقائي وتطورت.
كنا أن هناك مشكلة أخرى تواجه الباحثين في هذا الشأن , وهي هل كانت اللغة الأصلية واحدة أم متفرعة ومتعددة , وذلك بالنظر إلى تعدد اللغات اليوم .
رأي الإسلام في أصل لغة البشر
نعلم أن آدم عليه السلام يعلم جميع اللغات ونعني بجميع اللغات: أصول اللغات لا اللهجات والدليل على علمه بها قوله تعالى: ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) [البقرة: 31] فالظاهر أنه علمه أسماء جميع المسميات بجميع اللغات لأن الأسماء لفظ عام مؤكد بكل وتأكيده بها يعني أن هذا العام لم يرد به الخصوص.
ومن الدليل على ذلك أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا لربنا فيأتون آدم فيقولون أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء "الخ الحديث وقد رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه وهذا هو الجاري على قول أكثر الأصوليين من أن اللغات توقيفية علمها الله لآدم وحياً، كما أنه هو الذي يظهر به جلياً تميز آدم عن الملائكة بالعلم ولا ينكر هذا في قدرة الله جل وعلا، وذهبت طائفة أخرى من الأصوليين إلى أن اللغات اصطلاحية وعلى هذا فالذي علمه من الأسماء قد لا يكون الأسماء بجميع اللغات فقد يكون بلغة واحدة وقد تكون هذه اللغة بمثابة الأم لجميع لغات بنيه