أهمية لغة الجسد في الدراسات:
بدأ الإهتمام المتزايد بعلم لغة الجسد في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، و في عام 1967 أجرى البروفيسور Albert Mehrabian مجموعة من الدراسات في جامعة بينسلفانيا كان موضوعها: "لأي درجة يمكن أن تؤثر لغة الجسد على انطباع الناس عنا. كانت النتائج صادمة إلى حد كبير ، فحسب الدراسة وجد المختصون أن لغة الجسد أكثر أهمية من الكلمات التي ننطق بها!
النتائج تم تلخيصها كالتالي:
- 55 بالمئة من انطباعات الناس عنك مبنية على وضعية جسدك، حركاتك ، إيحاءاتك و إيماءاتك.
- 38 بالمئة من الانطباعات مبنية على نبرة صوتك (سرعة الإيقاع و شدة الصوت).
- 7 بالمئة فقط مبنية على الكلمات التي تقولها.
و هذا يعني أن 93% من انطباعتنا مبنية على لغة الجسد و نبرة الصوت فحسب! بينما فقط 7% تعتمد على الكلمات!
كانت هذه الدراسة بداية النقلة ثورية في أهمية علم لغة الجسد، و ظهر من بعدها مختصون و محترفون في هذا المجال في شتى أنحاء العالم.
يجدر بنا القول أن هنالك الكثير من الإنتقادات المنطقية لهذه الدراسة ، إذ أنها اعتمدت على المواقف العاطفية حصراً و لم تبحث عن أهمية لغة الجسد عند إعطاء محاضرة أو في نقاش علمي أو في مفاوضات سياسية، و قد أجريت دراسات أخرى أعطت لغة الجسد نسبة 80% من التواصل الكلي، و غيرها 60% .
بالمحصلة، و وفق تحليلات حديثة ، أياً كانت النسبة الحقيقية فلغة الجسد مهمة جداً بالفعل، لكن أهميتها متغيرة بتغير الظروف، و حتى أشد الباحثين تشكيكاً لا ينكر أهمية لغة الجسد في حياتنا.
بالمحصلة، و وفق تحليلات حديثة ، أياً كانت النسبة الحقيقية فلغة الجسد مهمة جداً بالفعل، لكن أهميتها متغيرة بتغير الظروف، و حتى أشد الباحثين تشكيكاً لا ينكر أهمية لغة الجسد في حياتنا.
لماذا لغة الجسد ضرورية؟
قد يشكك الكثير من الناس بالجدوى من معرفة لغة الجسد ، لنجب على هذا دعنا نوضح التالي:مثلاً هنالك الكثير من الكاذبين ، المحتالين و المتلاعبين بالناس، و الكثير من الناس الذين لا يعرفون كيف يعبرون عن مشاعرهم بالكلمات. بإمكانك اكتشاف و فهم ماذا يريدون من قراءات بسيطة مسبقة ! فمثلاً حالة الكذب لها علامات محددة بلغة الجسد (مثل أن يضع أحدهم يده أمام فمه أثناء الكلام او أن يخفي يديه).
كلنا نفهم لغة الجسد! الحدس!
هل شعرت يوماً أن أحدهم يكذب عليك لكنك لم تجد اي تفسير لشعورك ؟ تشعر أنك لم تثق به فحسب، و إن سألك أحدهم، لماذا ؟ تجيب أنك شعرت بذلك فقط، حسناً الموضوع كالتالي: أنت تفهم لغة الجسد!
نحن جميعاً نحلل الآخرين على المستوى الغير واعي، نحلل أشكالهم، تصرفاتهم، حركاتهم، و نبرة صوتهم و نحكم عليهم ، كل هذا يحصل في ثوانٍ قليلة من غير أن نشعر، و كل ما زادت خبرتنا في الحياة زادت دقة أحكامنا، و هذا فعلياً ما نطلق عليه مسمى (الحدس).
لكن إذا كنا نفهم لغة الجسد أصلاً ، فلماذا نتعلمها ؟
حسناً ، الكثير منا لا يثقون بشعورهم ، أو يعيشون في صراع داخلي يخرجون منه بنتائج سلبية تؤدي إلى إهمال شعورهم (هنالك الكثير من ضحايا الإحتيال من الذين أهملوا شعورهم و وقعوا في شباك المحتالين)، و الكثير منا لا يملك خبرة كافية تؤهله لاكتشاف الصادق من الكاذب او فهم وجود اهتمام حقيقي او عدم وجوده من قبل شخص آخر ينظر اليه.
حسناً ، الكثير منا لا يثقون بشعورهم ، أو يعيشون في صراع داخلي يخرجون منه بنتائج سلبية تؤدي إلى إهمال شعورهم (هنالك الكثير من ضحايا الإحتيال من الذين أهملوا شعورهم و وقعوا في شباك المحتالين)، و الكثير منا لا يملك خبرة كافية تؤهله لاكتشاف الصادق من الكاذب او فهم وجود اهتمام حقيقي او عدم وجوده من قبل شخص آخر ينظر اليه.
بإمكان لغة الجسد أن تغير حياتك!
يتم استخدام لغة الجسد باحترافية اليوم في السياسة (يتلقى الرؤساء و السياسيون تدريباً خاصاً ليمثلوا دولهم كي تبدو بأقوى صورة)، و في التحقيقات الجنائية (يدرس المحققون لغة الجسد كي يتعرفوا على المذنبين الحقيقيين) و في المبيعات (يدرك محترفو المبيعات شعورنا اتجاه خدمتهم أو بضائعهم من تعابير وجهنا من غير أن نقول اي كلمة!) و تقريباً في اي مجال آخر يتم فيه التواصل المباشر بين شخصين.
إذا كان كل هؤلاء يعتبرون لغة الجسد علماً ضرورياً جداً ، فبالتالي من المنطقي أن يكون له دور كبير في حياة الأفراد العاديين، نحن لا نبالغ إذا قلنا أن لغة الجسد قد تمكنك من الحصول على عمل، او من الدخول في علاقة عاطفية مع شخص طال انتظاره، او في تحسين فهمك لمشاعر عائلتك و إيجاد حل للمشاكل المتكررة بينكم مثلاً، أو لتصبح أنت نفسك أكثر قوة و نشاطاً و لتبدو شخصاً أقوى و أذكى في عيون الناس!
في هذه السلسلة:
سنقدم في هذه السلسلة اول محتوى عربي متعمق في لغة الجسد، و سنخوض بكل التفاصيل و الإيماءات و الحركات التي تكشف لنا ماذا يشعر الآخرون، أو كيف نتحكم بإنطباع الآخرين عنا و سنشرح ايجابيات و سلبيات الإعتماد على هذا العلم بحيادية تامة، و نتمنى أن تنال السلسلة إعجابكم و متابعتكم.
#جميع مواضيع سلسلة لغة الجسد
#جميع مواضيع سلسلة لغة الجسد
بحث و إعداد : يزن الشربجي | طور قدراتك