القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تؤثر بكتيريا الامعاء على الحالة النفسية ؟

بكتيريا الأمعاء هي مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الجهاز الهضمي للإنسان، وتشكل جزءاً مهماً من صحته الجسدية والعقلية. تتكون بكتيريا الأمعاء من مئات الأنواع المختلفة، وتتفاعل مع الخلايا والأنسجة والأعضاء في الجسم، بما في ذلك الدماغ. في هذا المقال، سنتعرف على كيفية تأثير بكتيريا الأمعاء على الحالة النفسية للإنسان، وما هي الآليات والعوامل المسؤولة عن هذا التأثير، وما هي الفوائد والمخاطر المترتبة عليه.

كيف تؤثر بكتيريا الامعاء على الحالة النفسية ؟


1. العلاقة بين بكتيريا الأمعاء والدماغ

يوجد اتصال مباشر وثنائي الاتجاه بين بكتيريا الأمعاء والدماغ، يسمى بالمحور الأمعي-دماغي (Gut-Brain Axis)، وهو يتضمن عدة طرق للتواصل، منها: 

 أ. الطريقة العصبية:

 تنقل الإشارات العصبية من الأمعاء إلى الدماغ عبر الجهاز العصبي المعوي (Enteric Nervous System)، والذي يحتوي على ما يقارب 100 مليون خلية عصبية، ويتصل مع الجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System) عبر العصب المبهم (Vagus Nerve)، والذي ينقل الإشارات العصبية من وإلى الدماغ. 

ب. الطريقة الهرمونية:

 تنتج بكتيريا الأمعاء مواد كيميائية تعمل كهرمونات أو ناقلات عصبية (Neurotransmitters)، مثل السيروتونين، والدوبامين، والجابا، والنورأدرينالين، والتي تؤثر على نشاط الدماغ والمزاج والسلوك.

ج. الطريقة المناعية: 

تؤثر بكتيريا الأمعاء على وظيفة الجهاز المناعي، وتنتج مواد مضادة للالتهابات أو محفزة له، مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (Short-Chain Fatty Acids)، والتي تنتقل عبر الدم إلى الدماغ، وتؤثر على استجابة الدماغ للالتهابات والإجهاد. 


 2. تأثير بكتيريا الأمعاء على الحالة النفسية

تشير الأبحاث العلمية إلى أن بكتيريا الأمعاء لها دور مهم في تنظيم الحالة النفسية للإنسان، وأن التغييرات في توازن أو تنوع أو وظيفة بكتيريا الأمعاء قد ترتبط ببعض الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب، والقلق، والفصام، والتوحد. فيما يلي بعض الأمثلة على هذا التأثير: 

  •  الاكتئاب: وجدت العديد من الدراسات أن هناك انخفاض في تنوع ووفرة بعض أنواع بكتيريا الأمعاء لدى المرضى المصابين بالاكتئاب، مقارنة بالأشخاص الأصحاء، وأن هذه البكتيريا تنتج مواد كيميائية تؤثر على مستويات السيروتونين والدوبامين في الدماغ، والتي ترتبط بالمزاج والسعادة. كما أظهرت بعض التجارب أن إعطاء المرضى بعض البروبيوتيك (Probiotics)، وهي بكتيريا نافعة للأمعاء، قد يساعد في تحسين أعراض الاكتئاب والقلق. 
  •  القلق: وجدت بعض الدراسات أن بكتيريا الأمعاء تؤثر على مستويات الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد، في الجسم، وأن بعض البكتيريا تنتج مواد تعمل كمهدئات للأعصاب، مثل الجابا، والتي تؤثر على القلق والتوتر. كما أظهرت بعض التجارب أن إعطاء الفئران بعض البروبيوتيك قد يجعلها أقل خوفاً وأكثر جرأة. 
  •  الفصام: وجدت بعض الدراسات أن هناك ارتباط بين بكتيريا الأمعاء والفصام، وهو اضطراب نفسي يتميز بالهلوسة والوهم، وأن بعض البكتيريا تنتج مواد تؤثر على مستويات الدوبامين في الدماغ، والتي ترتبط بالفصام. كما أظهرت بعض التجارب أن إعطاء المرضى بعض البروبيوتيك قد يساعد في تحسين أعراض الفصام والاضطرابات النفسية الأخرى. 


3. هل يوجد طرق لزيادة بكتيريا الأمعاء في جسمنا؟

نعم، هناك عدة طرق لزيادة بكتيريا الأمعاء النافعة في جسمنا، وهي تشمل: 

  • تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك (Probiotics)، مثل الزبادي والمخللات .
  • تناول الأغذية المتخمرة، مثل الكيمشي او السلطات المخللة عن طريق التخمر .
  • تناول الألياف القابلة للتخمر، مثل البنجر والهليون والثوم والبصل والموز.
  • التقليل من السكر والمحليات الاصطناعية، التي قد تضر بتوازن البكتيريا في الأمعاء.
  • التخفيف من التوتر، الذي قد يؤثر سلباً على صحة الأمعاء والدماغ.
  • النوم لوقت كافٍ، لأن النوم الجيد يساعد على تحسين وظيفة الأمعاء والمناعة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، لأن الرياضة تحسن من حركة الأمعاء وتنشط البكتيريا النافعة.
  • تناول الأطعمة الغنية بالبوليفينول، مثل التوت الأزرق والشوكولاتة الداكنة والشاي الأخضر.
  • تجنب تناول منتجات الحيوانات الغنية بالدهون، التي قد تزيد من الالتهابات في الأمعاء.
  • تجنب أخذ المضادات الحيوية بشكل غير ضروري، لأنها تقتل البكتيريا النافعة مع الضارة.


4. هل بكتيريا الأمعاء لدينا مختلفة عن بكتيريا أشخاص آخرين؟

نعم، بكتيريا الأمعاء لدينا مختلفة عن بكتيريا أشخاص آخرين، فهي تعتمد على عوامل متعددة، مثل الوراثة، والبيئة، والنظام الغذائي، والأسلوب الحياتي، والصحة العامة.

يقول العلماء إن بكتيريا الأمعاء تشكل بصمة فريدة لكل شخص، وأنها تتغير مع مرور الزمن، وتتأثر بالتغييرات في العادات الغذائية والمضادات الحيوية والإجهاد والسفر والتلوث وغيرها من العوامل.

بكتيريا الأمعاء تؤدي دوراً مهماً في صحتنا الجسدية والنفسية، فهي تساعد في هضم الطعام، وامتصاص العناصر الغذائية، ودعم المناعة، وإنتاج الهرمونات والناقلات العصبية، والتأثير على المزاج والذاكرة والتعلم.


لذلك، من المهم الحفاظ على توازن وتنوع بكتيريا الأمعاء، وذلك باتباع نظام غذائي صحي ومتنوع، وتناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والألياف، والتقليل من السكر والدهون والمضادات الحيوية، والتخفيف من التوتر، والنوم بشكل جيد، وممارسة الرياضة بانتظام.


تعليقات