استخدامات لغة الجسد و درجة دقتها:أوضحنا في المقال الأول المقدمة تاريخ نشأة علم لغة الجسد Body Language و أهميته في عالمنا المعاصر، كما بينّا أننا كلنا نفهم لغة الجسد عن طريق الحدس إلى حد معين و يختلف الفهم من شخص لآخر باختلاف الخبرات و دقة الملاحظة.
في هذا المقال سنوضح كيف بإمكاننا أن نستعمل لغة الجسد في حياتنا اليومية، و كما سنناقش مدى دقة هذا العلم و ما هي محاذير الإعتماد عليه.
لغة الجسد لماذا نستخدمها وما هي درجة دقتها
الاستخدامات:
- عن طريق لغة الجسد نتمكن من قراءة أفكار الناس و فهم مشاعرهم و كشف نواياهم بدقة كبيرة.
- بإمكاننا أن نتحكم بالإنطباعات التي يكونها الآخرون عنا، فمثلاً إذا أردت أن تشعر الحاضرين أنك شخص واثق بنفسك (مع أن ذلك قد لا يكون صحيحاً) ما عليك سوى أن تعطي اشارات لغة الجسد التي تُشعر الناس بثقتك بنفسك!
- حسب مفهوم لغة الجسد العكسية بإمكانك تغيير مزاجك عن طريق تغيير وضعية جسمك لدقائق معدودة! مثلا إذا جلست بوضعية تظهر القوة و الثقة فإنك بعد دقائق قليلة تجد نفسك تلقائياً تشعر بأنك أقوى و أكثر ثقة!
لكن ، هل لغة الجسد علم دقيق و قطعي؟
في الحقيقة الإجابة على هذا السؤال شائكة، فقراءة لغة الجسد تعتمد على دقة الملاحظة أولاً و على تفسير هذه الملاحظة ثانياً، لكن في الكثير من الأحيان قد لا يكون تفسيرك دقيقاً بما فيه الكفاية بسبب مجموعة من العوامل غير المحسوبة، و التي سنلخص أهمها بالنقاط التالية:
التفكير و الشعور بفعل مسببات غير مرئية:
أحياناً قد يفكر أحدهم بأمر ما و ينعكس تفكيره على حركة جسده بصورة أكبر من عامل آخر، فمثلاً قد يفكر أحدهم بما عليه من التزامات مالية في اللحظة التي يراك بها فيقوم بحركة سلبية (حك الأنف مثلاً)، لكن هذه الحركة السلبية لا تعني أنه منزعج من وجودك! و قد يتخذ البعض وضعية دفاعية بمقاطعة ذراعيهم لأنهم يشعرون بالبرد و ليس لإنهم يشعرون بالخوف او القلق.
لغة الجسد تفسر الشعور اللحظي و لا تكشف الشخصية دائماً:
إذا قابلت شخصاً يتخذ وضعية تدل على توتره فهذا يعني أنه يشعر بالتوتر في هذه اللحظة بالتحديد و لا يعني أن هذا الشخص متوتر بشكل عام، لكن بإمكانك أن تلاحظ إذا كان هذا الشخص كثيراً ما يقوم بحركات تدل على التوتر في ظروف مختلفة و أوقات متباعدة، فإنه قد يُعتبر شخصاً متوتراً إلى حد كبير.
الفروق الثقافية و الإجتماعية:
يختلف تفسير بعض قراءات لغة الجسد من مجتمع إلى آخر، فمثلاً يميل أقراد بعض المجتمعات إلى الإقتراب كثيراً من الذين يتفاعلون معهم بينما يفضل الآخرون ترك مسافة كبيرة من باب احترام الخصوصية، هذا لا يعني أن من يقترب حميم أكثر أو أن من يبتعد يشعر بالبرود تجاهك، علينا أن نفهم الفروق الثقافية و الإجتماعية حتى نفسر لغة الجسد بشكل سليم.العادات:
بعض الناس معتادون على وضع ايديهم في جيبوهم فحسب، و هذا لا يعني أنهم قلقون او خائفون، علينا أن نميز العادات قبل أن نطلق الأحكام.
لكن، ما العمل ؟
إذاً هناك الكثير من التناقضات التي قد تواجهها أثناء قراءتك لمن هم حولك، لكن ما الحل لزيادة دقة قراءتنا للغة الجسد؟
علينا في البداية أن ندرك أن العملية ليست بسيطة، بالتالي علينا أن نكون صبورين و أن لا نستعجل الأحكام، و أيضاً يجب علينا أن نبحث عن مجموعة من الملاحظات التي تدل مثلاً على الثقة او على الخوف او على التوتر حتى نصل إلى استنتاج دقيق، و أن لا نكتفي بملاحظة واحدة فحسب.
بحث و إعداد : يزن الشربجي | طور قدراتك