ربما لم يجمع الشعراء الحالمون و العلماء المختصون على مدى التاريخ على أهمية شيء كما أجمعوا على أهمية العيون و لغتها، فالتواصل بالعيون له دور أساسي في حياتنا اليومية، و الكثير من الكلام يُفهم من العيون لوحدها من غير النطق بأي كلمات، فالتواصل البصري بلا شك هو أهم مجالات لغة الجسد التي يتوجب عليك فهمها و تطبيقها في حياتك اليومية.
تعلم لغة العيون
التواصل البصري:
التواصل البصري الإيجابي:
الاحتفاظ بتواصل بصري مناسب خلال محادثة سيعطي الناس انطباعاً أنك واثق بنفسك و أنك تحترمهم و مهتم بالاستماع لهم، و أيضاً يعطي انطباعاً بالكاريزمية و السيطرة، و من آثاره الإيجابية جعل الآخرين يتذكرونك بشكل أفضل، و جعلك أكثر جاذبية في عيون الآخرين و تحسين فرصك في بناء العلاقات و الصداقات.
التواصل البصري الإيجابي دليل على الثقة بالنفس و على الاهتمام بالآخر |
ضعف التواصل البصري:
بينما ضعف التواصل البصري قد يدل على الشعور بالتوتر و القلق و الخجل و نقص الثقة، و قد يدل على الكذب و عدم الاهتمام أو على الحزن و الإحباط، قد يكون مرتبطاً بالشعور بالكراهية أيضاً، و من الآثار السلبية له أنه يصعب من بناء الصداقات و العلاقات بشكل كبير.
مثلاً أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتعرضون لأسئلة صعبة في مقابلة عمل، يميلون إلى النظر بعيداً (فقدان التواصل البصري) أكثر من أولئك الذين يُسألون أسئلة بسيطة، مما يعتبر دليلاً على تزعزع الثقة و التوتر.
في بعض الثقافات قد يدل قطع التواصل البصري و النظر إلى الأسفل على احترام و خشية الشخص المقابل (تخيل طفلاً صغيراً يتعرض للتأنيب من والديه).
ضعف التواصل البصري مرتبط بالمشاعر السلبية مثل القلق و التور |
سرعة الرمش :
أما الرمش بسرعة يدل على الشعور بالتوتر و الاضطراب أو الوقوع في مشكلة، و تكثر هذه العلامة مع الأشخاص الكاذبين أو أولئك الذين يشعرون بالتوتر.
سرعة الرمش دليل على التوتر و الاضطراب |
كم من التواصل البصري "يكفي" ؟
لا يجب الاحتفاظ بالتواصل البصري ل 100% من الوقت، فمعظم الناس يشعرون بعدم الارتياح إذا حدقت في عيونهم لمدة طويلة، التواصل البصري المناسب يدوم من 70-80% من الوقت.
و الاحتفاظ بتواصل بصري دائم قد يدل على الشعور بالعدائية و الاستعلاء و على احتقار الآخر، و قد يدل أيضاً على مشاكل نفسية و عقلية، و سوف يؤدي غالباً إلى شعور الشخص المقابل بعدم الارتياح و الرعب، و قد يكون التواصل البصري الدائم دليلاً على الكذب و الخداع كما ذكرنا في مقال سابق (اضغط هنا).
التواصل البصري و إظهار السلطة:
إذا كنت تريد أن تظهر بمظهر مسيطر لا تنظر إلى العيون مباشرة بل انظر فوقها بقليل (أسفل الجبين)، و هذا سيخلق انطباعاً يقول أنك ممسك بزمام السيطرة.
النظر أعلى العينين قليلاً يعطي إيحائاً بالسلطة على الشخص المقابل |
اتجاه النظر:
هل لاحظت سابقاً إلى أين ينظر أحدهم عندما تسأله سؤالاً ما ؟
النظر إلى اليسار:
النظر إلى اليسار مرتبط بالذاكرة، و يدل على أن الشخص يحاول تذكر شيء ما، بإمكانك تجريب ذلك بسؤال شخص ما عن لون آخر سيارة ركب بها (سينظر إلى اليسار غالباً).
النظر إلى ايسار مرتبط بالتذكر |
النظر إلى اليمين:
أما النظر إلى اليمين فهو مرتبط بالتخيل، بمعنى أن الشخص يتخيل شيئاً ما. ،و بإمكانك تجريب ذلك عن طريق سؤال شخص ما عن لون سيارة أحلامه (سينظر إلى اليمين غالباً)، و كما تحدثنا سابقاً في مقال الكذب، قد يُعتبر النظر إلى اليمين (التخيل) دليلاً على الكذب.
النظر إلى اليمين مرتبط بالتخيل |
انتبه!!
- إذا كان الشخص أعسراً (يستخدم يده اليسرى) فغالباً سوف تكون الاتجاهات معكوسة.
- قد يحدق الشخص في المنتصف عند تفكيره بالإجابة أو قد يخفي نظره، و تدل هذه العلامة بالغالب على أن الشخص يحاول إخفاء ما يفكر به، و ربما يكون معتاداً على ذلك فحسب.
- ما ذكرناه سابقاً مبني على ملاحظات علمية دقيقة، لكن يجب عليك دوماً أن تفهم السياق العام و تبني استنتاجك بناء على صورة كاملة و على العديد من الملاحظات و ليس اعتماداً على ملاحظة واحدة فحسب، فمثلاً قد يرمش أحدهم بسرعة لأنه يعاني من الحساسية و ليس بسبب التوتر أو القلق!
بحث و إعداد : يزن الشربجي | طور قدراتك