كثيراً ما يقع الناس فريسة للكذابين و المحتالين، و كثيراً ما يتهم الناس غيرهم بالكذب بغير أدلة، إذا استطعنا اكتشاف الكذب عبر لغة الجسد و حركة العيون فحسب فإن ذلك يُعتبر أمراً مفيداً جداً! فالكذب له علامات خاصة تترافق معه عادة، إذا استطعت أن تميزها فربما تجنب نفسك ورطات كثيرة.
العلامات التالية كثيراً ما تُلاحظ عندما يحاول أحدهم الكذب، و كل ما زاد عدد العلامات تزداد احتمالية الكذب، و عليك أن تكون على حذر فعلامة واحدة لا تكفي كي تحكم على أحدهم بأنه يكذب!
التواصل البصري الضعيف و إخفاء الوجه:
كثيراً ما يشيح الكاذبون بوجوههم عن من يكذبون عليهم و ينشغلون بالنظر إلى ما حولهم أو يتظاهرون بعمل شيء ما حتى لا تلتقي عيونهم بعيون من يكذبون عليهم، السبب في ذلك هو أنهم يشعرون بعقلهم اللاواعي أن عليهم أن يخفوا أنفسهم حتى لا يكتشف الطرف المقابل الحقيقة.
إخفاء الوجه و تجنب النظر إلى عيني الشخص المقابل يُعتبر دليلاً على أن الشخص يخفي شيئاً ما |
لمس الأنف أو الأذن:
إذا كان الشخص غير معتادٍ على قول الأكاذيب، أو إذا كان يعتبر الكذب لا أخلاقياً، فلن يشعر بالراحة عندما يكذب، و غالباً سيقوم بحركات تقييم سلبية (مقال التقييم الإيجابي و السلبي)، مثل لمس الأنف أو الأذن، بما معناه أن الشخص لا يحب أن يكذب لكنه يكذب الآن، لكن يجب أن نأخذ بعين الإعتبار أن بعض الناس معتادون على الكذب بل و يبررونه أخلاقياً لأنفسهم، و بالتالي قد لا تظهر هذه العلامات عليهم.
لمس الأنف دليل على الشعور بالتوتر و الذي قد يدل بدوره على الكذب إذا ترافق مع ادلة أخرى ترجح ان الشخص يكذب |
إخفاء راحة اليد:
و تعد هذه إحدى أشهر علامات الكذب، حيث نادراً ما يظهر الكاذبون أيديهم، إظهار راحة يدك يدل في العادة على الصدق و الصراحة، قد يضع الكاذب يديه على جانبه بحيث تكون راحة اليد مخفية، أو قد يضع يديه في جيبه (وضع الأيدي في الجيب بحد ذاته لا يدل على الكذب غالباً بل هو دليل على القلق، لكن إخفاء اليدين قد يوحي بأن لدى الشخص ما يخفيه)، أو يضع يديه خلف ظهره (مع أنها علامة ثقة لكن قد يلجأ لها الكاذب لإخفاء يديه فحسب!).
إظهار راحة اليد أثناء الحديث يدل على الصدق و الصراحة |
علامات التوتر:
إذا كان الشخص ليس معتاداً على الكذب، فسيشعر بالخوف من أن يُكشف كذبه، و بالتالي ستظهر علامات التوتر عليه مثل هز الأيدي أو الأرجل، حك نفسه بصورة متكررة ، أو تمرير يده خلال شعره بكثرة، أخطاء الكلام، و التعرق، بالإضافة إلى جفاف الفم و تسارع دقات القلب (اختبار كشف الكذب المشهور!)
الإبتسامات الكاذبة:
هنالك العديد من أنواع الإبتسامات، الإبتسام عن طريق تحريك العضلات الموجودة على أطراف الفم فحسب يدل على أن الإبتسامة مزيفة و نابعة عن مشاعر غير صادقة، أما الإبتسامة الصادقة فتتميز بتفاعل كل عضلات الوجه معها خصوصاً حول العينين.
ابتسامة اصلية (يمين) و ابتسامة مزيفة (يسار) |
النظر إلى اليمين:
كما سنشرح في مقال لاحق حركة العيون لها معانٍ كثيرة، فعندما تتحرك العيون إلى اليمين (وسط) فإن ذلك يعني أننا نحاول أن نختلق حديثاً أو صوتاً، و عندما تتحرك إلى اليمين (أعلى) فهذا يعني أننا نحاول أن نختلق في عقلنا صورة ما أو مشهداً ما، إذا سألت أحدهم سؤالاً و نظر إلى اليمين فربما لا يعطيك جواباً حقيقياً بل جواباً مختلقاً من خياله، بينما يعد النظر إلى الجهة الأخرى (اليسار) علامة على الصدق إذ غالباً ما يترافق مع محاولة تذكر شيء ما سواء كان مشهداً أو صوتاً.
النظر إلى اليمين يدل على أن الشخص يتخيل أو يختلق شيئاً ما |
التقطع أثناء الكلام و الصمت قبل الإجابة:
الكذب عملية معقدة جداً و ليست بسيطة ، و غالباً ما يتسم الكاذبون بالذكاء الكبير! فليس من السهل أن تختلق قصة أو سيناريو ما، لإن عقلك في الغالب يسترجع الحقيقة ثم يبدأ بالتعديل عليها حسب المطلوب، و بالتالي الكذب يأخذ وقتاً أطول، قد يصمت الكاذب لفترات ملاحظة و طويلة من أجل اختراع الكذبة و تأديتها بأسلوب جيد أثناء روايته لقصة معينة أو قبل إعطاء إجابة.
المبالغة بالتواصل (السمعي و البصري و الحركي) - المتمرسون بالكذب:
سيلجئ الكاذب المتمرس والمحترف بالعادة إلى المبالغة بالكلام و الحركات كي يشتت إنتباه من يكذب عليه، مثل أن يتكلم بسرعة و يحرك يديه بكثرة و عشوائية و يرفع حاجبيه و يبقي عيناه مثبتتان و مفتوحتان بشكل كبير على من يكذب عليه. كثير من الكاذبين يجبرون أنفسهم على النظر في عيون الآخرين مباشرة كي يبدوا بريئين، فبينما يُعتبر وقت التواصل البصري الطبيعي من 70 إلى 80% من التفاعلي الكلي، قد يبقي من يكذب عليك عيناه مثبتتان عليك طوال الوقت من غير أن يرمش حتى يبدو بريئاً في نظرك.
كن على حذر!!
كما ذكرنا في مقال سابق (االاستخدامات و الدقة ) لغة الجسد ليست علماً دقيقاً، و هنالك الكثير من التفسيرات لنفس الحركة أو الوضعية أو الإيماءة، و في حالة اكتشاف الكذب خصوصاً تزداد درجة عدم الدقة ، كل النقاط السابقة لها تفسيرات أخرى قد لا تعني الكذب بالضرورة، لكن يمكنك أن تبحث عن تطابق أكثر من دليل من النقاط السابقة و بالتالي تزيد درجة ثقتك بأن شخصاً ما يكذب.
و يجدر بنا القول أن نبرة الصوت و طريقة الكلام كثيراً ما تكشف الكاذبين، و تفيد لغة الجسد في هذه الحالة بزيادة اليقين بأن الشخص يكذب في حال شعرنا بالشك في انطباعنا عنه.