أحدث المشاركات
جاري جلب احدث المواضيع ...

فيتامينات ومعادن قد يسبب نقصها تأثير على الصحة النفسية

فيتامينات ومعادن قد يسبب نقصها تأثير على الصحة النفسية | فيتامينات :

تعد الفيتامينات والمعادن أساسية لصحة جسم الإنسان ، إذ تساعد على الحفاظ على وظائف الجسم وتشغيله بشكل سليم. ومع ذلك ، يمكن أن يؤدي نقص بعض الفيتامينات والمعادن إلى مشاكل نفسية وعصبية.
 
فيتامينات ومعادن قد يسبب نقصها مشاكل نفسية


وفقًا للعديد من الدراسات ، يعتبر نقص الفيتامينات والمعادن مشكلة شائعة لدى الكثيرين في جميع أنحاء العالم ، ويمكن أن يتسبب في العديد من المشاكل الصحية. وهناك بعض الفيتامينات والمعادن التي قد تؤثر على صحة الجهاز العصبي ، وبالتالي تؤثر على الصحة النفسية. سنتحدث عن بعض الفيتامينات والمعادن التي قد تؤثر على الصحة النفسية في هذا المقال.

فيتامين B12:

يعتبر فيتامين B12 أحد الفيتامينات المهمة لصحة الجهاز العصبي ، وتقوم بعض الأبحاث بربط نقص هذا الفيتامين ببعض المشاكل النفسية. قد يؤدي نقص فيتامين B12 إلى الاكتئاب والقلق والإرهاق وضعف الذاكرة والتركيز والصداع والذهان. وقد وجدت دراسة أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين B12 قد يكون لديهم خطر أعلى للإصابة بالخرف والزهايمر.


تشير الأبحاث إلى أن هناك علاقة بين نقص فيتامين B12 ومشاكل نفسية. يعد الاكتئاب والقلق من أهم الأعراض النفسية المرتبطة بنقص هذا الفيتامين. وفقًا لدراسة نشرت في مجلة الصحة النفسية في عام 2003 ، فإن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين B12 قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق.


وفي دراسة أخرى نُشرت في مجلة العلوم النفسية في عام 2013 ، تم اكتشاف أن النساء اللاتي يعانين من نقص فيتامين B12 كانت لديهن مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق والتوتر العصبي بالمقارنة مع النساء اللواتي لا يعانين من نقص في الفيتامين.


ومن المثير للاهتمام أن هذه الدراسات تشير إلى أن تناول مكملات فيتامين B12 قد يساعد في تخفيف الأعراض النفسية. في دراسة أُجريت في جامعة هلسنكي في عام 2000 ، تم اختبار تأثير مكملات فيتامين B12 على الأشخاص الذين كانوا يعانون من الاكتئاب ونقص فيتامين B12. ووجد الباحثون أن تناول مكملات فيتامين B12 لمدة 6 أشهر أدى إلى تحسن كبير في الحالة النفسية لهؤلاء الأشخاص.


فيتامين D:

يشير بعض الأبحاث إلى أن نقص فيتامين D قد يرتبط بالاكتئاب والقلق والتعب والصداع والألم. ويعتبر فيتامين D مهمًا لصحة العظام ، ويتم إنتاجه من قبل الجسم عند تعرض الجلد لأشعة الشمس المباشرة ، ومع ذلك ، فإن الكثيرين يعانون من نقص في فيتامين D ويتم تناول المكملات الغذائية لتعويض النقص. ولكن بالرغم من ذلك ، يعاني الكثيرون من نقص فيتامين D ، خاصةً في فصل الشتاء عندما يكون الجسم أقل تعرضًا لأشعة الشمس المباشرة.

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "Psychiatry Research" عام 2018 ، تشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين يعانون من نقص في فيتامين D يعانون من ارتفاع معدل الاكتئاب والقلق. كما تشير بعض الدراسات الأخرى إلى أن النقص في فيتامين D قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل الهلوسة والذهان.


وبالإضافة إلى ذلك ، يشير بعض الباحثون إلى أن فيتامين D يلعب دورًا هامًا في دعم وظيفة المخ وتنظيم المزاج ، وبالتالي فإن النقص في فيتامين D يمكن أن يؤثر على صحة الدماغ والصحة العقلية بشكل عام و هناك العديد من الجامعات الموثوقة التي أجرت أبحاثاً حول هذا الموضوع، بما في ذلك جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. وتشير الدراسات التي أجريت إلى أن النقص في فيتامين D قد يؤثر على المزاج ويزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.

لذلك ، يجب على الأفراد الحرص على تناول كميات كافية من فيتامين D من خلال التعرض لأشعة الشمس وتناول الأطعمة الغنية به ، مثل السمك والبيض والحليب. كما يمكن تناول المكملات الغذائية للتأكد من توفير كميات كافية من هذا الفيتامين، ولكن يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي مكملات غذائية.


الحديد :

يعتبر الحديد أحد المعادن الأساسية لصحة الجسم ، ولكن نقص الحديد يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية أيضًا. يمكن أن يتسبب نقص الحديد في الإرهاق والتعب والصداع وضعف التركيز والذاكرة ، كما أنه يمكن أن يسبب الاكتئاب والقلق والتوتر. وقد وجدت دراسة أن النساء اللواتي يعانين من نقص الحديد أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.


النقص في الحديد يعد من أكثر أنواع النقص الغذائي شيوعًا في العالم ، ويمكن أن يؤثر على الصحة النفسية بشكل كبير. يعد فقر الدم بسبب نقص الحديد (IDA) هي الحالة النفسية الأكثر شيوعًا المرتبطة بنقص الحديد ، حيث تسبب نقص الحديد في تقليل عدد خلايا الدم الحمراء ، والتي تنقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم ، بما في ذلك الدماغ.


أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم بسبب نقص الحديد يعانون من الأعراض النفسية العديدة ، بما في ذلك التعب ، وضعف الذاكرة ، وصعوبة التركيز ، والاكتئاب. في دراسة أجريت في جامعة بيتسبرغ ، وجد الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من فقر الدم بسبب نقص الحديد يعانون من زيادة في الأعراض النفسية السلبية مثل الاكتئاب والقلق.


وأظهرت دراسة أخرى نُشرت في مجلة الأمراض العصبية والنفسية أن الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم بسبب نقص الحديد يظهرون تغيرات في الدماغ ، مما يؤثر على القدرة على التركيز والتعلم.



المغنيسيوم :

يعتبر المغنيسيوم معدنًا مهمًا لصحة الجسم ، ولكن نقص المغنيسيوم يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية بشكل كبير. يمكن أن يتسبب نقص المغنيسيوم في القلق والتوتر والاكتئاب والصداع وضعف التركيز والذاكرة. وقد وجدت دراسة أن تعزيز مستويات المغنيسيوم يمكن أن يحسن الصحة النفسية بشكل عام.

نقص المغنيسيوم هو أحد النواقل العصبية الأساسية التي تؤثر على وظائف الدماغ والصحة النفسية. يتمثل دور المغنيسيوم في العمل كعامل تحفيزي للجهاز العصبي المركزي ، والتي تؤثر بدورها على توازن العقل والحالة المزاجية.


تشير الدراسات العلمية إلى أن نقص المغنيسيوم قد يؤدي إلى زيادة الاكتئاب والقلق والتوتر والنوم السيئ والصداع والتعب العقلي والتشنجات والارتعاجات والذهان. كما أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المغنيسيوم يمكن أن يشعروا بالقلق والتوتر بشكل أكبر من الأشخاص الذين لا يعانون من هذا النقص.


وفي دراسة نُشرت في مجلة PLoS ONE ، أظهرت النتائج أن تعزيز مستويات المغنيسيوم في الجسم يمكن أن يساعد على تقليل الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والقلق والتوتر.

بالإضافة إلى ذلك ، فإن المغنيسيوم يلعب دورًا هامًا في تنظيم هرمونات الإجهاد المرتبطة بالتوتر والقلق والاكتئاب ، ويحسن من وظائف الدماغ والذاكرة والتركيز والمعالجة الإدراكية.


ومن أجل الحفاظ على صحة العقل والحالة المزاجية الجيدة ، يوصي الخبراء بتناول كميات كافية من المغنيسيوم من خلال النظام الغذائي الصحي المتوازن ، والذي يشمل الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم مثل السبانخ والبطاطس الحلوة والمكسرات والحبوب الكاملة والأسماك. كما يمكن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على المغنيسيوم بشكل إضافي، والتي تتوفر عادة في صيدليات ومتاجر المكملات الغذائية. ومع ذلك ، يجب على الأشخاص الذين يعانون من نقص المغنيسيوم استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية ، حيث يمكن أن يتفاعل المغنيسيوم مع بعض الأدوية بشكل خاص.


الزنك :

يعتبر الزنك معدنًا هامًا لصحة الجسم ، ويمكن أن يؤثر نقصه على الصحة النفسية أيضًا. يمكن أن يتسبب نقص الزنك في الاكتئاب والقلق وضعف التركيز والذاكرة والصداع. وقد وجدت دراسة أن تعزيز مستويات الزنك يمكن أن يحسن الصحة النفسية لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص الزنك.

يعتبر الزنك من المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم بشكل يومي للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. يتم العثور على الزنك في الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة.


وقد أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن نقص الزنك يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعاطفية. فقد أجرى الباحثون دراسات حديثة حول الزنك ووجدوا أنه قد يكون له دور هام في تحسين المزاج وعلاج بعض الأمراض النفسية.


دراسة أجريت في جامعة كولورادو الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت أن الزنك يمكن أن يكون فعالًا في علاج الاكتئاب. حيث تم إجراء دراسة مزدوجة الأعمى على 17 مريضًا يعانون من الاكتئاب المعتدل إلى الشديد وتم إعطاؤهم مكملات الزنك لمدة 12 أسبوعًا. ووجد الباحثون أن الزنك له تأثيرات مضادة للالتهابات وتحسين مزاج المرضى.


وبالإضافة إلى ذلك، تشير العديد من الدراسات إلى أن الزنك يمكن أن يساعد في علاج اضطرابات القلق وفرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD) لدى الأطفال. فقد أظهرت دراسة أجريت في جامعة جورجيا الحكومية في الولايات المتحدة أن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الزنك قد يحسن العرض الأساسي لـ ADHD.


في النهاية ، يجب علينا جميعًا الاهتمام بتناول الفيتامينات والمعادن الأساسية للحفاظ على صحتنا النفسية والجسدية. على الرغم من أن التركيز على النظام الغذائي الصحي والتعرض للشمس يمكن أن يساعد في توفير بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية ، إلا أن تناول المكملات الغذائية قد يكون ضروريًا في بعض الحالات لتعويض النقص.


مع ذلك ، يجب علينا أيضًا الحرص على عدم تناول جرعات زائدة من المكملات الغذائية ، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكم بعض الفيتامينات والمعادن في الجسم وتسبب مشاكل صحية أخرى لذا يجب مراجعة الطبيب المختص للحصول على توصيات شخصية حول تناول المكملات الغذائية والتركيز على تناول نظام غذائي صحي ومتوازن للحفاظ على صحتنا النفسية والجسدية.