القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا لا نحلم أو لا نتذكر أحلامنا عندما نستيقظ؟

الأحلام هي تجارب عقلية تحدث خلال النوم، وتتضمن صوراً وأفكاراً ومشاعر وأحداثاً. الأحلام تنشأ في مرحلة معينة من النوم تسمى نوم حركة العين السريعة (REM)، والتي تتميز بحركة سريعة للعينين ونشاط عالي للمخ. الأحلام تعتبر ظاهرة غامضة ومثيرة للجدل، فهناك العديد من النظريات والتفسيرات العلمية والنفسية والدينية والفلسفية لها. بعض الناس يعتقدون أن الأحلام تعكس رغباتنا ومخاوفنا وشخصيتنا، وبعضهم يعتقدون أنها تحمل رسائل وتنبؤات وإرشادات، وبعضهم يعتقدون أنها مجرد عمليات عشوائية للمخ أثناء النوم.

لماذا لا نحلم أو لا نتذكر أحلامنا عندما نستيقظ؟

إن الكثير من الناس لا يتذكرون أحلامهم عندما يستيقظون، أو يتذكرونها بشكل ضعيف وغير واضح. هذا يثير تساؤلات عن أسباب نسيان الأحلام وعوامله وآثاره. في هذا المقال، سنحاول الإجابة عن هذه التساؤلات من منظور علمي، وسنستعرض بعض النصائح لتحسين تذكر الأحلام.


أسباب نسيان الأحلام

هناك عدة عوامل تؤثر على قدرتنا على تذكر الأحلام، وهي تتعلق بمراحل النوم والدماغ والذاكرة والنشاط اليومي. إليك بعض هذه العوامل:

1. عدم الوصول الى مرحلة النوم العميق:

 النوم يتكون من مراحل متعددة تتبدل بين نوم خفيف ونوم عميق ونوم حركة العين السريعة. الأحلام تحدث بشكل أساسي في مرحلة نوم حركة العين السريعة، والتي تمثل حوالي 20-25% من مدة النوم الكلية. إذا استيقظ الشخص في هذه المرحلة، فإنه على الأرجح سيتذكر حلمه بوضوح. ولكن إذا استيقظ في مرحلة أخرى من النوم، فإنه قد ينسى حلمه بسرعة، لأن الدماغ ينتقل إلى وضع آخر من النشاط والوعي. كما أن بعض الأشخاص قد لا يصلون إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة بشكل كافٍ، بسبب اضطرابات النوم أو الأدوية أو الكحول أو التوتر، مما يقلل من فرصة حدوث الأحلام أو تذكرها.


2. الدماغ ومستويات الهرمونات:

 الدماغ هو المسؤول عن إنتاج وتخزين واسترجاع الأحلام. ولكن الدماغ يختلف في وظائفه وكيميائيته بين حالة النوم وحالة اليقظة. في حالة النوم، ينخفض مستوى بعض الهرمونات والنواقل العصبية في الدماغ، مثل النورادرينالين والأسيتيل كولين، والتي تلعب دوراً مهماً في الذاكرة والتعلم والانتباه. هذا يعني أن الدماغ لا يستطيع تشكيل ذكريات جديدة بشكل جيد أثناء النوم، ولا يستطيع استدعاء ذكريات قديمة بسهولة. وعندما يستيقظ الشخص، يرتفع مستوى هذه الهرمونات والنواقل العصبية مرة أخرى، وينشط الدماغ في مناطق أخرى، مما يؤدي إلى تلاشي ذكريات الأحلام أو تشويهها.


3. فشل في تخزين واسترجاع المعلومات في الذاكرة :

 الذاكرة هي القدرة على تخزين واسترجاع المعلومات والتجارب. الذاكرة تنقسم إلى ذاكرة قصيرة المدى وذاكرة طويلة المدى. الذاكرة القصيرة المدى تحتفظ بالمعلومات لفترة قصيرة، وتتسع لعدد محدود من العناصر. الذاكرة الطويلة المدى تحتفظ بالمعلومات لفترة طويلة، وتتسع لعدد كبير من العناصر. الأحلام تنتمي إلى الذاكرة القصيرة المدى، وتحتاج إلى تكرار وتعزيز لنقلها إلى الذاكرة الطويلة المدى. إذا لم يتم تكرار أو تعزيز الأحلام، فإنها تضيع من الذاكرة القصيرة المدى بسهولة، خاصة عندما ينشغل الشخص بأنشطة أخرى بعد الاستيقاظ.


4. تأثير المرحلة العمرية على النوم :

 العمر يلعب دوراً مهماً في تكرار وتذكر الأحلام. الأطفال والمراهقون يحلمون أكثر من البالغين وكبار السن، ويتذكرون أحلامهم بشكل أفضل. هذا يرجع إلى أن الأطفال والمراهقين ينامون لفترات أطول، ويمرون بمراحل أكثر من نوم حركة العين السريعة، ولديهم ذاكرة أقوى وخيال أوسع.


5. عدم الإهتمام والتركيز:

 الإهتمام بالأحلام والرغبة في تذكرها يزيدان من فرصة تذكرها. الأشخاص الذين يهتمون بالأحلام ويفكرون فيها ويسجلونها ويحاولون تفسيرها يتذكرون أحلامهم بشكل أفضل من الذين لا يهتمون بها أو يتجاهلونها.


6. التدخين واضطراب النوم:

 التدخين يقلل من تذكر الأحلام. الأشخاص الذين يدخنون ينامون لفترات أقصر، ويمرون بمراحل أقل من نوم حركة العين السريعة، ويعانون من اضطرابات النوم والتوتر والقلق، وكل هذه العوامل تؤثر سلباً على تذكر الأحلام .


نصائح لتحسين تذكر الأحلام:

  • احصل على نوم جيد: النوم الجيد يساعد في تذكر الأحلام. حاول أن تحصل على قسط كافٍ من النوم وتجنب الاستيقاظ وأنت متعب. جدِّد جدول حياتك لتكون قادرًا على الذهاب إلى السرير في وقت مبكر والاستيقاظ براحة في الصباح.
  • ركز تفكيرك قبل النوم: قبل أن تنام، ركز بشكل قوي على تذكر أحلامك بالتفصيل. عندما تفكر في الحلم بقوة، سيساعد عقلك في تثبيت هذه المعلومة وجعل الأحلام أكثر وضوحًا وتفصيلًا.
  • اكتب سريعًا: ضع دفتر ملاحظات صغير بجانب السرير. إذا استيقظت مذعورًا من حلم ما، قم بكتابة تفاصيل الحلم العالقة في ذهنك قبل أن تتحدث مع أي شخص آخر. ركز فقط على التفكير في الحلم وسجل المعلومات. ستفاجئك التفاصيل.
  • وجه أحلامك: إذا كان هناك مشكلة معينة في حياتك، حاول التركيز عليها قبل النوم. قد تجد حلاً لهذه المشكلة في أحلامك.
  • استيقظ على فترات: بحوث النوم أظهرت أننا نحلم كل 90 دقيقة تقريبًا. إذا كنت ترغب حقًا في تذكر أحلامك، قد يساعدك ضبط المنبه ليوقظك كل 90 دقيقة من النوم. ولكن يُفضل عدم تجربة ذلك إلا إذا كان لديك حلم متكرر ترغب في معرفة تفاصيله بشكل أكثر دقة.


تعليقات